+ A
A -
سجل جيشالاحتلال الاسرائيليفي الميدان المزيد من التراجع في المواجهة أمام المقاومة إن كان في لبنان أو في قطاع غزة، من 2005 حيث خرج من القطاع مهزوماً على الطريقة اللبنانية، مروراً بهزيمة عدوانه على لبنان عام 2006، ومن ثم هزائمه المتتالية في مواجهة المقاومة في غزة وصولاً إلى هزيمته الأخيرة المدوية عام 2018.. واليوم بات جنوب فلسطين المحتلة يواجه واقعاً مماثلاً لما كان يواجه العدو في شمال فلسطين المحتلة قبل هزيمته عام ألفين، فقد أصبحت المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة وصولاً إلى عسقلان وبئر السبع وغيرها من المدن والبلدات في الجنوب عرضة لصواريخ المقاومة، فيما العمق الصهيوني في تل أبيب والقدس الغربية لم يعد يسلم أيضاً من هذه الصواريخ في مواجهة واسعة مع المقاومة..
على أن عدم جرأة الجيش الإسرائيلي على الذهاب إلى حرب جديدة واسعة مع إيران أو سوريا أو لبنان أو قطاع غزة أثر سلبا على الروح المعنوية لقادة وجنود هذا الجيش وترك المزيد من الانطباع بأنه بات قوة مهزومة ومردوعة تفتقد للقدرة والإيمان على تحقيق الفوز في ميدان القتال في مواجهة مقاومين أشداء أتقنوا فنون القتال ولديهم الإيمان بقدرتهم على إلحاق المزيد من الهزائم بجيش العدو الذي لم يعد أيضاً قادراً على حماية جبهته الداخلية من أضرار كبيرة غير مسبوقة في حال حصلت حرب جديدة، أو تجنب تزايد المخاطر على مستقبل ووجود الكيان الاحتلالي الذي بات موضع سؤال دائم هذه الأيام في أوساط مؤتمرات هرتسيليا السنوية..
فهل يستطيع كوخافي أن يخرج جيشه من عقدة الهزيمة والضعف وعدم الثقة التي باتت تسيطر عليه وتجعله يخاف الإقدام على الذهاب إلى مواجهة واسعة مع إيران أو سوريا أو المقاومة في لبنان وفي قطاع غزة، أم سيواجه نفس التحديات التي واجهت سلفه آيزنكوت التي تبقي جيشه مكبلاً ومقيداً بفعل تنامي قدرات الردع لدى قوى المقاومة.. الواضح أن كوخافي سيحاول البحث عن إستراتيجية جديدة بديلة من إستراتيجية الحسم والنصر التي لم تعد ممكنة، إستراتيجية، كما ذكر تقرير أعد للمراكز العليا في الكيان، ساهم في إعداده رئيس جهاز الاستخبارات الإسراىيلية السابق عاموس يدلين، إستراتيجية تقوم على اعتماد ضربة عسكرية متعددة الأبعاد تدمج بين النار الدقيقة ضد آلاف الأهداف ومناورة برية سريعة فتاكة ومرنة عبر التسلل إلى أرض العدو إلى أهداف يعتبرها ذات قيمة، وبالتالي فإن المطلوب من رئيس الأركان الجديد فحص أهلية الجيش لناحية القدرة على الاستعداد لتنفيذ مثل هذه الإستراتيجية وكيف ينبغي بناؤه ولاسيما في مواجهة أهداف المناورة وفي ضوء قيود المقدرات..
لكن مربط الفرس سيبقى أولاً وأخيراً يكمن في كيف سيتمكن كوخافي من جعل جيشه يخرج من عقدة هزيمته أمام المقاومة،
واستعادة ثقة ضباطه وجنوده بالقدرة على مواجهة المقاومين في الميدان وتحقيق أهدافهم في أي إستراتيجية عسكرية جديدة يجري اعتمادها في المواجهات المقبلة، واستطراداً استعادة ثقة الرأي العام الإسرائيلي بقدرة جيشه بالعودة إلى زمن غابر كان يحقق فيه انتصارات سهلة باتت أمنية وصعبة المنال حتى في الأحلام..
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
25/01/2019
2060