+ A
A -
سمير البرغوثي
ما الذي دعا سفيرا سابقا في منظمة التحرير الفلسطينية- شيخا حكيما وشاعرا- إلى أن يقول موجها خطابه إلى السلطة الفلسطينية في رام الله «أنتم سلطة من ورق؟».. وما الذي دعاه إلى أن يقول موجها خطابه إلى أكبر فصيلين فلسطينيين:
«أيها السادة في فتح وفي حماس، اذهبوا إلى الجحيم معاً وفوراً.. انقلعوا من هنا إلى الأبد، إلى أبعد مكان عن الشعب الفلسطيني»؟..
ما الذي دعا الشاعر مريد البرغوثي إلى أن يقول «أنا لا أتحدث عن سقوطكم الأخلاقي فالأخلاق نسبية ولا أتحدث عن جرائم القتل التي تسلّون بها ضحاياكم انتظاراً لقطار السيادة الفكاهية أو لقطار السلام الذي لا سكة له ولا ركاب فيه ولا وجود له أصلاً، بل أتحدث عن أمر واحد بالتحديد، أخطر من كل أوصافكم، هو أنكم لا تصلحون لقيادة هذا الشعب، والتفويض الذي منحته لكم الانتخابات انتهت صلاحيته منذ سنوات.. أيها السادة المقررون في فتح وحماس، أنتم سلطة من ورق»..
حقا.. على ماذا يتنافسون، على حكم شعب لم يعد يثق بقيادته وهو يرى الجيش الصهيوني يجتاح المدن والقرى ويعتقل من يريد وبتنسيق مع السلطة ولا أحد يجرؤ على أن يقول له كفى.. أو يرفع في وجهه عصا أو يلوح بإطلاق يد المقاومة؟!.. ما الذي دعاه وهو ينطق باسم الشعب إلى أن يقول موجها خطابه للفصيلين «تنافسكم هو تنافس في الخيبة، وإني والله لمعجب بقدرتكم الخارقة على إثبات عجزكم عن إدارة الصراع مع العدو، وعجزكم عن إدارة علاقتكم بالمواطن وبالسلاح وبالثقافة وبالجَمال وبالمال وبالمرأة وبالعيال وبالدبلوماسية وبالقانون وبالقضاء وبالتفاوض وبالموسيقى وبالكتابة وبالقراءة وبالصمت في حينه وبالكلام في أوانه»؟.
إن الفلسطينيين الذين نجحوا في إدارة مؤسسات عالمية كانوا يعتقدون أنهم سوف يجعلون من فلسطين دولة أفلاطونية.. لكن للأسف لم يتحقق الحلم في أن يكون لنا هذا الوطن ولم يتحقق الحلم في أن تكون فلسطين ملك شعبها.. وأن من سيأتي لحكم فلسطين يضع أمام عينيه شعارا عربيا يقول «الفلسطينيون يستحقون الأفضل»..
وحقا أيها السادة في فتح وفي حماس.. كفى.. فلم تقدموا لنا سوى تجربة فاشلة في توحيد الصف في وجه الصلف. بل أمعنتم في تعذيبنا.. وأضم صوتي إلى الشاعر مريد وأقول لكم: ارحلوا.. ففلسطين بدونكم أفضل.. والمقاومة بدونكم أكثر عزا..
كلمة مباحة
مددنا لكم أجسادنا لتعبروا.. فعودا من فوق أجسادنا ليعبر جيل غيركم..
copy short url   نسخ
14/01/2019
2054