+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1873م توفي نابليون بونابرت، إمبراطور فرنسا، وأشهر رجالها على مر التاريخ، كان قصير القامة بشكل مفرط، ويخاف من القطط! ولا أذكر هذا على سبيل الذم، وإنما لأقول إنما المرء بعقله لا بطوله وعرضه! وأنه لا يوجد إنسان إلا ويخاف شيئاً ما، وأن الشجاعة ليست ألا نخاف وإنما أن نكتم مخاوفنا!
ينحدر نابليون من أسرة فقيرة، وكان أكثر ما يأمله أبوه منه أن يراه بحاراً، لهذا سجَّله في طفولته في مدرسة لإعداد البحارة، ولكن الصبي الذي لم يمخر عباب البحر استعمر جزءاً كبيراً من هذه الأرض، احتل بلاداً في أوروبا، ووصلت جيوشه إلى مصر، وعلى أعتاب عكا مرَّغ أحمد باشا الجزار كبرياء الإمبراطور الفرنسي وأعاده مخذولاً من حيث أتى!
وما لا يعرفه الكثيرون أن نابليون سبق بلفور بسنوات طويلة بإعطاء وعد لليهود بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ولو انتصر في معركة عكا لكانوا هناك قبل أن يولد بلفور!
لم يكن نابليون مجرد غازٍ فقط، الحق يُقال أنه كان رجل دولة بامتياز، وقوانينه المدنية التي وضعها في فرنسا معمول بها اليوم في ربع الأنظمة القضائية في العالم!
خلال اجتياحه لأوروبا عام 1809م وصلت جيوشه إلى النمسا، ولكن الجيوش النمساوية هزمته في معركة آسبرن، وعندما شعر بالانكسار، طلب من ضباطه أن يجعلوا الحرب استخباراتية قبل معاودة الكَرَّة! عمل الضباط جاهدين لإيجاد جاسوس، وأخيراً عثروا على رجل نمساوي يعمل مهرباً على الحدود، فأمدهم بكل المعلومات الكافية لمباغتة الجيوش النمساوية والانتصار عليها في معركة «بمارخ فيلد»!
وعندما جاء الجاسوس ليقبض ثمن خيانته، رمى له نابليون صرة من المال على الأرض، فقال له الجاسوس: إني أريد أن أحظى بشرف مصافحة الإمبراطور!
فقال له نابليون: الذهب لأمثالك، أما أنا فلا أصافح من يخون وطنه!
إنها القصة المُرة التي نعيشها، القلاع الحصينة لا تسقط إلا من الداخل!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
09/01/2019
2545