+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1959م تولّى شارل ديغول رئاسة فرنسا.. صحيح أنه وصل إلى سُدة الرئاسة عبر صناديق الاقتراع إلا أنه رجل ذو خلفية عسكرية، فهو الذي قاد فرنسا في معركة تحرّرها من الجيوش النازية، وهو الذي ترأس حكومة فرنسا الحرة التي أنشأها الحلفاء بعد سقوط فرنسا بيد جيوش هتلر!
والحق يُقال أن ديغول - على عنصريته وعقليته الاستعمارية التي لا ترى حرجاً في احتلال الآخرين وسرقة خيراتهم - كان رجلاً فذاً، له كتب عدة في الفكر الاستراتيجي والدهاء السياسي ما زالت حتى اليوم، إما تُدرس في الجامعات في قسم العلوم السياسية، أو لا يُستغنى عنها في الدراسات العليا !
كتابه «حد السيف» إن كان فيه الكثير من قلة الأخلاق فإن فيه الكثير من فهم محركات الدول!
كان ديغول يؤمن أن الاقتصاد هو الذي يُحرك الدول، ويُشعل الحروب، ومن أقواله الشهيرة: لا تبحثوا عن أسباب الحرب في براميل البارود بل في إهراءات القمح!
حياة ديغول في السياسة تثبت أن المنتصرين في الحروب الخارجية سرعان ما يسقطون في الداخل، فقد كان يدفع نحو تطبيق لا مركزية واسعة في الحكم، ودعا إلى استفتاء على أفكاره وتعهد إن خسر الاستفتاء أن يستقيل، فلم تشفع فرنسا لبطلها، ورفضت لا مركزيته، فخسر الاستفتاء واستقال، هكذا هي الشعوب تبحث عن حاضرها المعاش ولا تقايضه بنصر مضى!
ومن طرائف ما يُروى عنه، أنه في أثناء زيارته لفرنسا، ذهب برفقة زوجته «إيفون» لتناول العشاء في مطعم، رحَّبَ بهم صاحب المطعم، واستأذنه أن يحدث زوجته لدقائق، وعندما عادت إيفون إلى الطاولة، أخبرت زوجها الرئيس أن صاحب المطعم كان زميل دراسة، وأخبرها أنه كان معجباً بها وقتذاك ولكنه لم يجرؤ أن يُخبرها!
ابتسم ديغول وقال لها: لو أخبركِ يومها بمشاعره لكنتِ الآن زوجة صاحب مطعم!
فقالت له: لو أخبرني بمشاعره لكان الآن رئيس فرنسا!
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
08/01/2019
2116