+ A
A -
التساهل الكبير الذي يبديه باستمرار المجتمع الدولي، ومؤسساته المعنية بتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة، ساهم بقدر وافر في ازدياد هجمات المستوطنين اليهود على الفلسطينيين العزل، يساعدهم في ذلك تنامي السياسة العنصرية البغيضة من حكومة الكيان المحتل، وتوسيع سلطات نتانياهو لاستهداف الفلسطينيين بالقتل والتشريد وهدم المنازل.
إن الكشف الخطير الذي أعلنت عنه مصادر أمنية من قوات الاحتلال، بعزم مستوطنين من جماعة «تدفيع الثمن» اليهودية المتطرفة تنفيذ هجمات جديدة ضد الفلسطينيين، تطور خطير للغاية، يؤكد حقيقة اليهود المتطرفين، وسعيهم العنصري البغيض لاجتثاث العرب والمسلمين من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يدعونا للجهر بمطالبة كل العالم الحر بسرعة التدخل لحماية الفلسطينيين أمنيا، كواجب أخلاقي على كل الإنسانية.
هذه الجماعة، التي حذر منها أمن الاحتلال، تعيد للأذهان الجريمة الوحشية للمستوطنين بإحراق وقتل عائلة دوابشة الفلسطينية، في قرية دوما بنابلس في يوليو 2015، ولأن العالم صمت وقتها عن الجريمة الوحشية، وتساهل قضاء الاحتلال مع القتلة، كان التفشي لمثل هذا التوجه الوحشي ضد الفلسطينيين خيار المستوطنين المتطرفين، لذلك لم يتورع هؤلاء عن تكرار الهجمات على الفلسطينيين، وهو ما حدث أمس بإغلاقهم الطريق وحصب الفلسطينيين وسياراتهم بالحجارة على طريق نابلس وقلقيلية، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
الدعوات القطرية لم تنفك تتجدد، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية بشكل فوري للأشقاء الفلسطينيين، الذين يتعرضون لأبشع أنواع الوحشية، من قتل وحرق وهدم للمنازل وتشريد، بغرض إكمال الاحتلال لمخططه اللئيم في التهويد.
قطر العروبة والمجد لن توقف مساعيها الدؤوبة لحماية الأشقاء في فلسطين الأبية، وستظل، كما عهدها الأشقاء، مدافعا أصيلا عن حقوق الفلسطينيين في الحياة الحرة الكريمة داخل دولتهم الحرة المستقلة، وإن صمت المجتمع الدولي، وأبى الطغيان.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
04/01/2019
938