+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 106 قبل الميلاد وُلد «شيشرون» خطيب روما المُفوَّه، كان فصيحاً، وله قدرة رهيبة على الإقناع، ويمكن القول إنه النسخة الرومانية لقس بن ساعدة الإيادي خطيب العرب الشهير! فعندما يكون في وفاق مع السلطة يجمع الناس حولها، وعندما يعاديها يصنع لها عدداً مهولاً من الأعداء، وإن أول مسمار في نعش يوليوس قيصر كان شيشرون هو من دقه بخطبه الداعية إلى الثورة على الإمبراطور المستبد!
كان شيشرون متعدد المواهب، لم يكن خطيباً فحسب، كان حقوقياً فذاً، وعلى يديه تتلمذ عدد كبير من محامي روما وقتذاك، وظل فكره السياسي والحقوقي مرجعاً لأوروبا حتى القرن التاسع عشر! وهو أول من قال إن الدولة هي هيئة اعتبارية يملكها الناس الذين يعيشون في كنفها وليست هي التي تملكهم!
كان في أفكاره ينزع إلى المثالية، وقد أُعجب كثيراً بكتاب الجمهورية لأفلاطون، فقد كان يولي القيم والأخلاق أهمية كبيرة للفرد والجماعة والدولة، ولكنه على عكس أفلاطون كان يرى أن القيم والأخلاق لابدَّ لها من سلطة تحمل الناس على تطبيقها فالانضباط الذاتي وإن كان هو الغاية المثلى للإنسان إلا أن الناس يهابون القانون أكثر مما يحترمونه!
لم يتأثر شيشرون بأفلاطون فقط، كان معجباً بأرسطو أيضاً، وفي كتابه «هورتا نسيون» أشاد برأي أرسطو الذي اعتبر أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وأن المجتمعات البشرية إنما تنشأ من غريزة الإنسان الجماعية وليس من شعور الإنسان بالنقص إذا عاش وحده كما كان يرى أفلاطون!
وكان لشيشرون آراء في الاقتصاد أيضاً، فقد اعتبر أن الزراعة مهنة مقدسة، لأنها تحمي الأمة من الخضوع للآخرين بسبب الحاجة ! كذلك اعتبر أن الربا نظام ظالم، يساهم في إرساء الطبقية في المجتمع، ويؤسس للحقد بين الناس!
ترك شيشرون أقوالاً خالدة هذه بعضها:
- في الحرب تصمت القوانين
- البعض يفتش عن أخطاء الآخرين كما لو كان يبحث عن كنز
- نحن نمر بأوقات سيئة، فالأطفال لم يعودوا يطيعون آباءهم، والجميع يقومون بتأليف الكتب
- ليس من الضروري أن تطفئ ضوء سواك، ليتوهج ضوؤك
- لا يمكن لأحد أن يعطيك نصيحة حكيمة أكثر من نفسك
- بيت بلا كتب جسد بلا روح
بقلم: أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
03/01/2019
2383