+ A
A -
كان المطر يهطل بغزارة وأنا في طريقي للجامع لأداء فريضة صلاة الجمعة في عمان. مرتدياً الثوب القطري ذا الياقة المميزة، والغترة والعقال أبوخيطين أو أبوقرقاشة وهو ما يميزه عن العقال الخليجي.
ووجدت المصلين يفسحون لي حتى جلست في الصف الأول، فقادني الفضول إلى أن أسأل أحد الذين أفسحوا المجال، وهو شاب عشريني، فقال: هناك عدة أسباب، أنت أولاً ضيف، وثانياً، أنت قادم من قطر كما يبدو إما أن تكون قطرياً،أو وافداً إلى دولة قطر تطبع بطباعها، وثالثاً، نحن نحترم قطر وأدءها على مختلف المستويات المحلية والعربية والدولية، خاصة أثناء أزمة الحصار، فقطر كانت صادقة في طرحها، وشريفة في مواقفها وجريئة في مواجهتها الدبلوماسية والسياسية.
قطر لم تقطع الغاز عن الإمارات، وواصلت دعم الشعب الفلسطيني في غزة، لهذا نحترم كل ما يمت إلى قطر، ونسأل الله أن يمنحنا القدرة والقوة لنحضر مونديال 2022 في الدوحة، ونسأل الله أن يهدي من ضلوا ويعودوا إلى رشدهم، ويرفعوا الحصار، ليكون 2022 فرحاً بلا منغصات.
نفس الإجابة من كثير من شرائح المجتمع الأردني. والسؤال من كل من عرف أنك قادم من قطر، كيف الحال مع الحصار، والجواب: قطر بخير، فالمراقب لدولة قطر منذ 5 يونيو 2017 حتى اليوم يجد أن قطر اختلفت 180 درجة إلى الأفضل، مصانع في مختلف المجالات: أدوية وأغذية وزجاج وإسمنت وغيرها، ومصادر استيراد من أوروبا وآسيا وإفريقيا والاميركتين، والخاسر من حاصر قطر فقد حاصر نفسه.
خطبة الأمام فتحت الباب للحديث عن أخلاق الأمم، فقال متحدث لو أن هناك مقياساً أو مؤشراً لأخلاق الأمم لتفوقت قطر على غيرها، كما هي متفوقة في الرياضة والصحة والتعليم، وهذا تلمسه من المطار إلى قلب العاصمة عمان، إلا الذين عميت قلوبهم ويخشون من بطش التعاطف وقوانينه التي غرست خنجراً في نسيج لم يكن أحد يتوقع أن يفت عضده، أمر يتطلب التفافاً شعبياً غربياً حول القيادة الرشيدة، ليسود الحب والسلام عالماً عربياً غلبت عليه أهواؤه.
كلمة مباحة
علمتني العوم وحين وصلت إلى شواطئ عينيها رفعت مرساتها وغادرت.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
29/12/2018
1688