+ A
A -
في الطائرة.. قادم من الصين ترانزيت إلى عمان رجل أعمال يهودي.. جلس إلى جواري.. ولا اخفي أني حين علمت أنه يهودي.. انتابتني مشاعر متناقضة.. ما بين الرحمة والانتقام.. رحمة انه أب لثلاثة أطفال جلسوا مع أمهم على الكراسي الأربعة المجاورة، وانتقام أن مؤسسته العسكرية تواصل القتل والاعتقال.. سألته إلى أين؟ أجاب: إلى القدس.. ودارت بي الطائرة.. إلى القدس.. زهرة المدائن.. وأنا العاشق لها ابن جارتها رام الله المحروم منها!!..سأل لماذا أنت محروم؟.. ضحكت.. وقلت الاحتلال.. قال: التحرير.. نحن حصلنا على استقلالنا بعد كفاح ضد المستعمر البريطاني.. ضربت رأسي بالمقعد.. وقلت له متى صدر وعد بلفور البريطاني.. أليس ذلك قبل الاستعمار البريطاني وان من ثار من اجل الاستقلال.. هو نحن.. ولازلنا..
لكن أنتم ضحية غضب أوروبي.. ونحن ضحية مؤامرة أوروبية وخيانة عربية..
لكن هل بإمكاننا أن نتفق أنا وانت أننا الآن على كرسي واحد..وأننا يمكن أن نعيش تحت سماء واحدة على ارض واحدة في هذا الوطن فلسطين. فتاريخيا هو وطن جدنا كنعان ودينيا هو وطن يعقوب..جدكم إسرائيل.. والآن بعد سبعين عاما وولادة سبعة أجيال من ابنائكم وابنائنا على ارض هذا الوطن.. ألم يحن الوقت أن يتوقف القتل. ألم تتعبوا من قتلنا وسرقتنا.. ألم يحن الوقت لنقل نحن وانتم.. تعالوا نتفق على كلمة سواء.. حين جئتم إلى فلسطين.. عشتم آمنين وحين تمكنتم قمتم بطرد 800 ألف إنسان فلسطيني. باتوا الآن عشرة ملايين...وفي الضفة وغزة والداخل ستة ملايين.. وانتم ستة ملايين.. ولدينا 27 ألف كيلو متر مربع ممكن تتسع لأكثر من مائة مليون إنسان.. وإذا أوقفتم القتل والتشريد أظن أن فلسطين تتسع لنا..ومن لم يعجبه فليرحل!!
ضحك اليهودي..وقال: خبيبي انت تطلب إنهاء الدولة اليهودية الخالصة....
قلت إذن لتستمر المقاومة.. وعلى مدى التاريخ من قاوم انتصر.. وسوف ننتصر!!
كلمة مباحة
أمد حروفي جسرا للعابرين إلى يافا ينقشون حكايات الصابرين إلى يوم الجلاء الأخير!
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
28/12/2018
1776