+ A
A -
أمهات الشهداء..أمهات الأسرى..أمهات الثوار على الثغور وبين صفوف الأعداء ينتظرون الفرصة المناسبة لتقديم ارواحهم فداء للوطن..هؤلاء الأمهات ينتظرن عودة أبنائهن.. وأي انتظار.. وأي أمهات..أم عبدالله فارس وابنها مطارد في الجبال كانت تنتظر عودته..شهيدا..وحين اعتقلوه وسجنوه انتظرت عودته خمسة عشر عاما..ولا زالت تنتظر عودته..وأم عبدالله غالب المحكوم 1667سنة تنتظر عودته رغم ان العمر لا يزيد عن ستين أو سبعين..أم صالح البرغوثي استقبلته شهيدا..وزغردت..وأم أشرف نعالوه استقبلته بعد غياب شهيدا.. وما أجمل الأم التي انتظرت ابنها… وتترنم مع محمود درويش ومارسيل خليفة يشدو أجمل الأمهات التي انتظرتهُ وعادْ مستشهداً. فبكتْ دمعتين ووردة ولم تنزوِ في ثياب الحداد لم تَنتهِ الحرب لكنَّهُ عادَ ذابلةٌ بندقيتُهُ ويداهُ محايدتان…. في فلسطين الأمهات لا تنام.. يراقبن النجوم التي تحوم حول أبنائهن..فما أجمل الأمهات التي… عينها لا تنام ونحن من نحن. لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقول. صامدون هنا، (صامدون هنا) قرب هذا الدمار العظيم، وفي يدِنا يلمعُ الرعب، في يدِنا. في القلبِ غصنُ الوفاء النضير. صامدون هنا، (صامدون هنا) … باتجاه الجدار الأخير والجدار يلتف في فلسطين وخلفه أمهات ينتظرن الابن العائد شهيدا..ونحن نأكل وننام ونشرب ننتظر الفجر لعله يأتي بجديد..ولا جديد.. كلمة مباحة أعود إليك بجسدي وروحي استشهدت على الجدار الأخير!!
copy short url   نسخ
26/12/2018
2314