+ A
A -
لا يخفي الاسرائيليون ازماتهم، ولا يضعون رؤوسهم في الرمال، بل يتحدثون جهرا عن التحديات المستجدة التي تواجههم وتؤرقهم، ومن المفترض ان يكون في ذلك ميزة لنا، فنعرف بسهولة كيف يفكر الاسرائيليون، واول هذه التحديات غلاء المعيشة الذي يضغط على الاسرائيليين، وإلى حد طرح صحافتهم لسؤال: هل سيخرج الاسرائيليون إلى الشوارع قريبا كما خرج الفرنسيون وغيرهم احتجاجا على غلاء المعيشة؟. شركة «أوسم» وهي شركة الأطعمة الثالثة من حيث حجمها في إسرائيل أعلنت مؤخرا، أنها ستزيد سعر منتجاتها، بالإضافة إلى ذلك، ازداد سعر السمسم ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الطحينة، وربما الحمص الجاهز، كما سترتفع أسعار الكهرباء في الشهر القادم بنسبة 8 %، وصارت شكوى الاسرائيليين من ارتفاع الاسعار في افواههم وعلى وسائل التواصل، وأعلن وزير ماليتهم انه سيتم تشكيل لجنة لبحث علاج غلاء المعيشة وأزمة الاسكان. ‏ ويتفاءل الاسرائيليون من انفتاحاتهم الاخيرة على دول افريقية، حيث يعولون ان يستوردوا منها السمسم بأسعار زهيدة، وبالتالي سترخص أسعار الطحينة ومعها الحمص ! وثاني التحديات التي يواجهها الاسرائيليون حاليا المخاطر التي تحيط بهم من كل حدب وصوب، حتى ان أخصائيّ علم اجتماع تربويّ إسرائيليّ يقول صراحة ان الجيل الذي ربته صواريخ حماس في الملاجئ وسمع دوي صفارات الانذار، سيكون جيلا مرتبكا وينشأ مترددا ويفزع لأنه رأى قيادته مهزومة في غزة. وعرضت احدى القنوات التليفزيونية الاسرائيلية تقريرا عن عائلة يهودية أرجنتينية في احدى المستوطنات قرب غزة، وحينما سألوا طفلا من هذه العائلة يبلغ من العمر 10 سنوات: مما تخاف بشكل عام ؟ كان جوابه: ان يخرج عربيا من النفق ويأخذني من نومي على حد تعبيره، ومن ثم فقد اختفت أو توارت صورة العربي المهزوم أمام الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وحلت محلها صورة اخرى عن العربي الذي يطلق الصواريخ ويهاجم بطائرات ولو ورقية ويحفر الانفاق ربما إلى عمق الدولة العبرية. وثالث هذه التحديات: الحلم ببناء جسور ظاهرة، أو حتى مستترة، مع دول بالمنطقة، ورغم ان ذلك الهدف لم يعد حلما كما كان في السابق، الا ان الاستطراد فيه لن يكون يسيرا، أو سيأتي أكله بالسرعة التي تنشدها الدولة العبرية.
بقلم: حبشي رشدي
copy short url   نسخ
21/12/2018
1764