+ A
A -
بالنظر إلى الجرأة المتمثلة في العمليتين، فالأولى نفذت داخل تجمع استيطاني وخرج منفذها سالما، والثانية نفذت ضد (مجموعة من المستوطنين) وهم محاطون بالجنود».. وما لفت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن خلية محلية هي التي قامت بالعملية فيما لم يتبن أي فصيل فلسطيني المسؤولية عنها حتى الآن.. فيما نقل عن ضابط أمن صهيوني تواجد في المكان لحظة إطلاق النار، قوله:«عملية إطلاق النار كانت دقيقة وتسببت بمجموعة من الإصابات في محطة الحافلات.. وهذا اعتراف بأن المنفذين مدربون جيدا على إطلاق النار باحتراف.. وإلى جانب ذلك فإن أهمية العملية تأتي، بعد عملية البركان في شمال الضفة، لتشير إلى أن الانتفاضة الشعبية والمسلحة في مواجهة الاحتلال تسير في مسار متنامٍ، مستفيدة من دروس وتجارب الماضي.. على أن توقيت هذه العملية يكتسي أهميته من كونها تأتي متزامنة مع تفاقم أزمة كيان الاحتلال بعد هزيمته الأخيرة أمام المقاومة في قطاع غزة، الأمر الذي يزيد من مأزق حكومة العدو برئاسة بنيامين نتانياهو الذي يحاول الهروب من أزمته الداخلية باتجاه القيام بحملة استفزازات ضد لبنان أقرب لأن تكون حملة علاقات عامة، ويؤكد فشل العدو في القضاء على المقاومة ومنعها من تنفيذ عمليات نوعية، وتأمين الاستقرار والأمن لجنوده ومستوطنيه، وهو ما دفع رئيس الشاباك نداف ارجمان إلى الاعتراف بوجود مقاومة فعلية في الضفة، وأن الهدوء النسبي على وجه الأرض إنما هو هدوء خادع.. تحت السطح التوتر يتصاعد».. وهذا يدلل بوضوح إلى أن هناك مقاومة جدية، وإن المقاومين نجحوا في تحقيق اختراق أمني وتوجيه ضربة موجعة للأمن الصهيوني وهز أمن واستقرار الكيان.. على أن حملات القمع والاعتقال والإرهاب التي قام بها جنود الاحتلال بعد العملية إنما عكست حال الهستيريا لدى العدو جراء العملية والفشل في اعتقال المنفذين.. لكن هذه الإجراءات التعسفية تؤدي بدورها إلى تأجيج المقاومة والانتفاضة وهو ما عبر عنه بعملية طعن مستوطنين في القدس المحتلة وفي المواجهات مع قوات الاحتلال في أكثر من منطقة في الضفة الغربية.. ويبدو من الواضح أنه في ظل فشل نهج التفاوض والتوغل الصهيوني في استباحة الحقوق الوطنية والعربية في فلسطين المحتلة من الطبيعي أن ينهض ويقوى نهج المقاومة لاسيما وأن المقاومة قد أثبتت قدرتها على ردع العدو في قطاع غزة وإلحاق الهزيمة به أكثر من مرة، فيما المقاومة في لبنان تمكنت من هزيمة جيش الاحتلال مرتين، عام ألفين وعام ألفين وستة، واليوم باتت هذه المقاومة تملك من القدرات والإمكانيات ما يردع قادة الاحتلال من التفكير في الإقدام على شن الحرب على لبنان وقطاع غزة خوفاً من الرد القوي الذي ستقوم به المقاومة على العمق الصهيوني وعلى مساحة كل فلسطين المحتلة.. إنه زمن تنامي قوة المقاومة ودخول الاحتلال مرحلة التراجع والعجز في مواجهة المقاومة.
بقلم: حسين عطوي
copy short url   نسخ
16/12/2018
1919