+ A
A -
نستكمل ما بدأناه في الجزء الأول، كما قدم فريق نادي المسرح بمدرسة خالد بن أحمد الإعدادية للبنين عرضهم المسرحي بعنوان (النخلة الذهبية) من تأليف الكاتب المسرحي المبدع أحمد يوسف البدر، وإخراج أ. إسلام فوزي، وديكور أ. رضا عبد الحميد، وبإشراف من السيد النائب الأكاديمي د. فتح الرحمن عباس، والإشراف العام للسيد مدير المدرسة الأستاذ الشاب صاحب الهمة حسن محمود المحمود. ويتناول الكاتب في نص (النخلة الذهبية) فكرة الوطن والتضحية من أجله والتمسك به، والدفاع عنه والمحافظة على ثرواته والعمل على تنميتها للأجيال القادمة، وهنا شبه الكاتب الوطن بالنخلة رمز الأصالة والحياة في البيئة القطرية والخليجية، ولم يغفل عن إظهار أطماع الآخرين من بني جلدتنا، وفي هذا النص أيضاً ركز الكاتب على القيم الإسلامية والتربوية. تتناول المسرحية قصة أب وأبنائه يزرعون نخلة ثمارها ذهبية، ويوصيهم بهذه النخلة التي هي بمثابة الوطن، ومن ثم يأتي تاجر ليشتريها فيرفضون بيعها، وعندها يأخذها غصباً، فيذهبون إلى كبير التجار، ويكتشفون أنه متآمر مع التاجر، وفي هذه الأثناء يصل الوالي إلى قصر كبير التجار بعد أن علم بقصة النخلة الذهبية، ويأمر باسترداد النخلة الذهبية وتطبيق ما أمر الله به في محكم آياته، وسجن كبير التجار وكل من عاونه. ثم قدم فريق نادي المسرح بمدرسة أبي عبيدة الإعدادية للبنين عرضاً مسرحياً بعنوان (الكنز) من تأليف الكاتب خالد عبد الهادي، وإخراج مدرسَيِّ التربية المسرحية بالمدرسة الفنانين محمد عبد التواب وخالد عبد الهادي، والإشراف العام لمدير المدرسة الأستاذ القيادي التربوي عيسى علي الأنصاري، والنائبين أ. محمد الخياط وأ. سيد شرف الدين، وتمثيل 20 طالباً جميعهم من الطلاب القطريين أعضاء نادي المسرح بالمدرسة، حيث جاءت لغة المسرحية باللهجة القطرية؛ للحفاظ على معاني بعض المصطلحات الموروثة عن الأجداد. و(الكنز) مسرحية وطنية تستلهم أحداثها من عبق التراث القطري الجميل في زمن الغوص؛ لتتذكر الأجيال الجديدة كفاح الأجداد الكرام وحضارتهم وأيامهم الخالدة، فتسير على خطا الرجال الأولين؛ معتزة بقيمها ووطنها، رافعة رايته بالعلم والعمل، ومضحية لأجله بالنفس والنفيس. وتدور أحداث المسرحية حول كفاح الأجداد وصراعهم مع الظروف القاسية متمثلة في أهوال «سنة الطبعة»، وصراع الأبناء لاكتشاف (كنز) الأجداد، ثم صراعهم مع الأعداء الطامعين في الاستيلاء على (الكنز)، ونجاحهم في الدفاع عنه، وعن الوطن الحبيب قطر. وظهرت عناصر الإخراج المسرحي بصورة متميزة من خلال تشكيل الفضاء المسرحي من ديكور لقرية قطرية تراثية، تظهر فيها البيوت ذات الطراز المعماري القديم، ويرتدي سكانها الملابس التراثية، ويعمل بعضهم في بناء «السنبوك»، وبعضهم في إصلاح «الغزل»، أو «القرقور»، بينما انشغل البعض الآخر في لعبة «الكيرم». وقسّمت المسرحية إلى عدة لوحات فنية جميلة، حيث بدأت بمدخل لأغنية تراثية، مع تناول بعض القيم القطرية الأصيلة؛ كالترحيب بالضيوف وإكرامهم، واحترام الوالدين، والعمل من أجل مساعدة العائلة. وفي اللوحة التالية بدأ النوخذة والغاصة بسرد أهوال سنة الطبعة باستخدام الحركة الموحية، والتوظيف الفاعل للمؤثرات الصوتية من رياح، ورعد، ومطر، وإبراز المشاعر الإنسانية لذوي المفقودين. وقبل رحيل النوخذة والغاصة يوصُون أولادهم بالحفاظ على (الكنز)، فيبدؤون رحلة التفكير لاكتشاف (الكنز)؛ حتى يصلوا للحقيقة، وهي أن الوطن هو أغلى الكنوز، وأن أول طريق للحفاظ عليه هو طلب العلم. وعندما يحاول الأعداء الاستيلاء على (الكنز) بشتى الطرق باستخدام الحيلة تارة وباستخدام التهديد والقوة تارة أخرى، يتصدى لهم الأولاد مدافعين عن تراث الآباء والأجداد الكرام في مشهد ختامي رائع، يجسد لحظات الانتصار، إن مهرجان المسرح المدرسي كان تظاهرة ثقافية للطلبة للمواهب وللبهجة، ويحمل ملامح الحضارة والتغيير بصحبة أبو الفنون وهو المسرح. صانع الإنسان وتشكيل وعيه وثقافته، ودولة قطر من أجلّ أولوياتها بناء هذا الإنسان. شكراً قطر، شكراً وزارة التعليم والتعليم العالي. وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم: يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
14/12/2018
2145