+ A
A -
شهدت الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وشهدت الاحتلال العراقي للكويت، وشهدت حصار إسرائيل لبيروت، فلم أشهد ما شهدته اليمن وسوريا من حصار واحتلال سواء من حصار وحرب النظام السوري ضد سوريا، أو حصار واحتلال السعودية والإمارات لليمن..
في الضفة الغربية، شاهدت الناس تتعاون وتتبادل الطحين والحليب والبسكويت، حتى الجنود الجائعون الذين فروا من المعركة نالوا نصيبهم ولم يموتوا من الجوع
لقد سقط أكثر من (85000 ) طفل تحت سن الخامسة نتيجة للمجاعة في اليمن. لم يختبر هؤلاء الأطفال الأبرياء أي شيء سوى الجوع الذي سلبهم حياتهم قبل أن تبدأ.
ذهبت حياتهم سُدى إثر المجاعة التي سببتها الحرب الهوجاء التي يشنها الائتلاف بقيادة السعودية في اليمن. وبسبب هذه الحرب عديمة الجدوى، يموت طفل يمني كل 10 دقائق حالياً.
الأمر مؤلم للغاية - والمؤلم أكثر هو تواطؤ الغرب والشرق في هذه الحرب. رغم المجاعة وقصف حافلة محمّلة بأطفال المدارس، تستمر بعض الدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا، في دعم التحالف السعودي بعتاد عسكري ودبابات وصواريخ في صفقات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
فما الحل وما العمل في ظل الصمت؟، قلة من الضمائر تحركوا ومن بينهم منظمة فاز التي قررت ألا تبقى مكتوفة الأيدي ورفعت قضايا ضد حكومات بلدانهم التي تدعم الحرب.
هناك مجموعات صغيرة في المملكة المتحدة وفرنسا وكندا وغيرها يريدون مقاضاة حكوماتهم على بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية. لكنهم يعملون ضمن إمكانيات متواضعة للغاية. وهم بحاجة ماسة لدعمنا جميعاً. إذا ربحوا هذه المعركة - ومن الوارد جداً أنهم سيفعلون - فسوف يكون ذلك بمثابة سابقة تاريخية فريدة من نوعها، يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب السعودية اللعينة في اليمن.
ونحن ماذا يمكن أن نعمل في العالم العربي؟ ما يمكن فعله هو أن نتبرع بسعر وجبة واحدة- وجبة حُرم منها سكان اليمن الجائعون نتيجة لهذه الحرب. إن جمعنا ما يكفي من التبرعات، قد نتمكن من إيقاف آلة الحرب السعودية وإنقاذ من تبقى من اليمنيين.
لقد كانت اليمن قوة يحسب لها، ذخيرتها 14 مليون إنسان جلهم من الشباب القادر على حمل السلاح، كانت اليمن حجر مربع القوة، بغداد الخرطوم الجزائر، تتحكم في موانئ وممرات وبحرين أحمر وعربي، وتعلن أنها مع وطن فلسطيني من النهر إلى البحر وتفتح قواعدها لتدريب المتعطشين لتحرير الوطن المغتصب، فهل وضحت الصورة؟ من حرك الأجهزة لتدمير رابع القوى العربية بعد سوريا والعراق والسودان؟
أطفال اليمن يصرخون الصرخة الأخيرة قبل الموت جوعا، تحركوا، تبرعوا، قدموا، أنقذوا من بقي حيا، فجيل كامل أرسل للدفن في المقابر..
copy short url   نسخ
11/12/2018
2237