+ A
A -
قديماً وحديثاً قالوا (الأم بتلم)، ويقال عندما تتوفى الأم وينفلت الأولاد بل ويفسدون، ويجد الأب مشقة في احتوائهم، فيتزوج وحين تفشل الزوجة الثانية أن تجمعهم تقول في وجه زوجها (الأم اللي بتلم).. نحن الآن، وبعد أن ذهبت أم الدنيا، مصر، وذهب العراق، انفلت الأبناء مع الأم الجديدة التي لم تعرف كيف تلم أبناءها ولا أقول ذلك عبثاً، أن يتحول العراق إلى بلد طائفي، ويقتل من شعبه أكثر من مليون إنسان بينهم خيرة العلماء، وأن تتحول سوريا إلى بلد طائفي ويقتل ويهجر أكثر من سبعة ملايين إنسان، وأن تقتل مصر أصحاب الرأي، وتغتال الديمقراطية أقول لا يوجد أم تلم، ولنا من هذه الأم حكايات منها حقن الدماء في اليمن بعد ثورة السلال على الملكية، ففي شهر مارس 1964 صدر بيان مصري- سعودي مشترك على إثر زيارة المشير عبدالحكيم عامر وأنور السادات للمملكة العربية السعودية يرافقهما د.شامل السمرائي والسيد أحمد توفيق المدني وعبدالحميد لقمان سفير العراق في الكويت وأعلن اتفاق الجمهورية العربية اليمنية والمملكة العربية السعودية على تنفيذ بيان الرياض الصادر في 4 فبراير 1964 والذي يقضي بوقف القتال في اليمن وانسحاب القوات المصرية وبعودة العلاقات بين البلدين.. وأيد البلدان في البيان نفسه تأييداً مطلقاً استقلال اليمن وحريته ويقاومان كل محاولة استعمارية ضد اليمن كما اتفق الجانبان على عقد اجتماع في «أركويت» بالسودان يضم عددا من ممثلي القوى اليمنية المختلفة .. ووقع المشير عامر وأنور السادات عن مصر، والأمير فيصل عن المملكة العربية السعودية، ووقع الدكتور السمرائي والسيد المدني على هذا الاتفاق، كانت هناك أم بتلم وكان هناك حاكم رشيد.
بعد معركة طاحنة بين البلدين اتفق البلدان السعودية ومصر على إنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، يبدأ تشكيلها في كنف الجامعة العربية بالقاهرة.
ورداً على ما قامت به إسرائيل من تحويل خطير لمجرى نهر الأردن. تقرر إنشاء «هيئة استغلال مياه نهر الأردن» لها شخصية اعتبارية في إطار جامعة الدول العربية. مهمتها تخطيط وتنسيق وملاحظة المشاريع الخاصة باستغلال مياه نهر الأردن وإقامة قواعد سليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني لتمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره. وتوكيل أحمد الشقيري أمر تنظيم الشعب الفلسطيني. وأن يجتمع الملوك والرؤساء العرب مرة في السنة على الأقل.
وقد تبرعت ليبيا في المؤتمر بمبلغ 55 مليون دولار لصالح المجهود الحربي العربي، بينما تبرعت السعودية بمبلغ 40 مليونا والكويت بمبلغ 15 مليون دولار، ذلك زمن كانت هناك أم بتلم، وأحيت الأمل عند الشعراء والكتاب.
كلمة مباحة
قصائدنا بلا لون
بلا طعم بلا صوت
إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت
وإن لم يفهم «البُسطا» معانيها
فأولى أن ندريها
ونخلد نحن للصمت
copy short url   نسخ
04/12/2018
2058