+ A
A -
قرأتُ البارحة عن مُدرس موسيقى يُدعى «فرانك سيلاك» من كرواتيا، كان في العام 1962 يركب قطاراً انحرف عن سكته فمات جميع ركاب القطار باستثنائه الذي قذفه الانحراف من النافذة إلى النهر القريب فسبح وعاد إلى اليابسة سليماً معافى!
بعدها بسنة ركب طائرة تعطلت محركاتها، ففُتِحَ البابُ من قوة الضغط الذي سحبه إلى الخارج وحده، فوقع فوق كمية كبيرة من القمح المحصود ونزل سليماً معافى بينما مات جميع ركابُ الطائرة!
عام 1970 اشترى سيارة وأثناء ركوبها لأول مرة احترق محركها، فقفز منها قبل انفجار المحرك بثلاث ثوان، خرج كالعادة سليماً معافى!
وفي العام 1995 صدمه باص ولكنه تعافى بسرعة، وفي نفس العام أيضاً انزلقت سيارته الجديدة في طريق جبلي فقفز من النافذة وتمسك بغصن شجرة بينما سقطت السيارة واحترقت!
وفي العام 2005 اشترى فرانك سيلاك ورقة ياناصيب وربح مليون ومائة ألف دولار أميركي!
إن كنتم تحسبون أن ما حصلَ مع «فرانك سيلاك» غريباً وقلما يتكرر فإن ما حدثَ مع «فيوليت جيسوب» لأشد عجباً!
كانتْ فيوليت تعمل مضيفة على ظهر السفن السياحية، كانت على متن سفينة أولمبيك عندما اصطدمتْ بالسفينة هوك، فمات خلقٌ كثير ونجتْ هي! وكانت على متن سفينة التايتانيك عندما غرقتْ، فمات خلقٌ كثير ونجت هي! وكانت على متن سفينة بريتانيك عندما اصطدمت بلغم بحري فماتَ خلقٌ كثير ونجتْ هي!
في الحقيقة أنا لا أؤمن بالحظ، وإنما أؤمن بالقدر، وأن الله سبحانه قد قدَّر الأعمار والأرزاق وتفاصيل الحياة كلها، وأن كل إنسان في هذه الحياة لن يمشي خطوة واحدة خارج طريق ما قدَّره الله له!
إن الذي نجا من عشرات الحوادث نجا لأن الله قدَّر له أن لا يموت، والتي نجت من حوادث الغرق إنما نجتْ لأن ساعتها لم تحنْ بعد!
الذي نجا من حادث طائرة قد تكون منيته في لقمة تعلقُ قي حلقه، والتي نجتْ من حوادث الغرق قد تكون منيتها أن تشرق في شربة ماء، والناس لا يمشون إلا في دروب أقدارهم!
بقلم : أدهم شرقاوي
copy short url   نسخ
22/11/2018
3883