+ A
A -
كلما كان هناك طغيان يتبعه انهيار سواء على مستوى الامبراطوريات أو الدول أو المؤسسات أو حتى الأفراد، هكذا تقول حركة التاريخ، وكل يكون انهياره بحجم طغيانه، وكثيرا ما يكون الطغيان هو الخروج عن طاعة الله وإرادة الشعوب أو الفسوق، وضرب الله لنا أمثلة على مستوى الأمم من قوم نوح إلى عاد إلى ثمود إلى فرعون إلى أصحاب الايكة إلى قوم سبا ومن بعد الامبراطورية الهندية فالرومانية والفارسية ثم بريطانيا العظمى ثم روسيا القيصرية فالاتحاد السوفياتي منذ عهد قريب، والإمبراطورية النمساوية، كلها وصلت إلى القمة في الازدهار فكفرت بأنعم الله وطغى زعماؤها فانهارت حين استبدت وطغت وظلمت ولم يعد لها وجود.
وعلى مستوى الزعماء الطغاة من فرعون إلى مبارك إلى القذافي إلى الأسد ومن قبل صدام حسين وجعفر نميري وطغاة التاريخ المائة ومنهم هتلر وموسيليني ولينين الذين استبدوا وطغوا.
وهناك طغاة لم يعتبروا ولا يعلمون أن الله يمهل ولا يهمل، فمن يفرح بمجد يقوم على طغيان يكون هلاكه قريبا لا محالة.
وهناك طغاة في المنازل والمكاتب وهناك من ينصب نفسه إمبراطورا على شلة تنحني له وليس في فمها إلا السمع والطاعة.
كل هؤلاء الطغاة ارتقوا ووصلوا إلى قمة السلطة واعتقدوا أنهم باقون إلى الأبد، فأين هم الآن؟
وصلت إلى السلطة فما يضيرك ان تلتقي شعبك الذين تحكمهم ولولاهم لما كنت امبراطورا، فهم جندك وهم ضباطك وهم شعبك الذي يصطف لاستقبالك منتصرا أو مهزوما، فلماذا اذا رفع مواطن صوته للإصلاح تهلكه.
من لم يعتبر من التاريخ لا يستمر، ويكون هو السبب في نهاية سلالته، وكم سلالة حين ظلمت انتهت حتى ولو لم تكن تحكم دولا، بل حتى لو كان عقيد حارة أو زعيم عشيرة أو كبير عائلة، فقد خاب من حمل ظلما.
كلمة مباحة
اشتقت إليه فهاجني استعبار، فبكيت..
ومن يبكي شوقا للوطن لا يضار
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
21/11/2018
2172