+ A
A -
- سمير البرغوثي
تحية من الشعب الفلسطيني إلى زعيمهم محمود عباس أبو مازن.. تحية من أشبالهم وشبابهم وشيابهم.. تحية من نسائهم وبناتهم.. من تشيلي إلى بكين.. على هذا الصمود البطولي في وجه صفعة القرن التي تبناها المبتزون من حكام عرب صغار وكبار..
هذا الموقف الذي تضمنه مقال للكاتب الإسرائيلي حاييم لفنسون في جريدة هاآرتس الإسرائيلية، تحت عنوان «الوحيد الذي تجرأ على الوقوف في وجه ترامب» ويقول إن محمود عباس في السنتين الأخيرتين أخذ مكانه في الصف الأول للزعماء الذين نقشوا اسمهم في صفحات التاريخ.
ويضيف هو زعيم كيان صغير ومضروب وبدون حدود وبدون أموال وبدون اقتصاد وبدون جيش وبدون علاقات وبدون نفط وبدون هايتيك، قام بخطوة لم يتجرأ أحد من زعماء الدول العظمى الكبرى على القيام بها، هي الوقوف في وجه زعرنة دونالد ترامب وعدم الهرب.
منذ انتخاب ترامب فإن زعماء الدول المختلفة يبلورون استراتيجيات من أجل مواجهة النزوات المتقلبة للبيت الأبيض. عمانويل مكرون اختار الاستجداء، والذي لم يساعد، وانتقل إلى التجاهل. جيستن ترودو تجرأ للحظة، ولكن في النهاية وقع على صفقة تجارية. أنريكه بيميا نايتو ببساطة خضع وأبقى لمن سيخلفه تنظيف ما هدم. أنغيلا ميركل وتيريزا ماي تنتظران مرور الغضب.
كيم جونغ أون أعطى ترامب الصور التي رغب فيها إلى جانب رسائل ودية وواصل كما يبدو تطوير السلاح النووي. ربما بسبب خلفية عباس في م.ت.ف، وبتجاربه المختلفة في العالم، فهم ما لم يفهمه زعماء دول أخرى مؤدبة ومثقفة. من لم يعش طوال خمسين سنة في قصور فارهة، بل تنقل من دولة إلى أخرى، يعرف قوانين الشارع: عندما يقومون بابتزازك، لا تتعاون معهم. لأن الاستجابة للابتزاز لا نهاية لها – هي فقط البداية. عندما تقف أمام أزعر لا تهرب. ربما ستتلقى ضربات، ولكن ربما ستبقى في نهاية المعركة واقفا على قدميك. ليس هناك شيء إدارة ترامب لم تكن مستعدة للقيام به في نصف السنة الأخير من أجل إخضاع عباس. الإدارة قامت بإغلاق مكاتب المنظمة في واشنطن، وطردت الممثل وعائلته، وقلصت الميزانية للسلطة الفلسطينية بما في ذلك ميزانية المستشفيات التي تخدم الفلسطينيين في شرقي القدس، وقلصت ميزانية الأونروا وهددت بعقد صفقة من خلف ظهره.
ترامب الكبير يجلس في واشنطن وينفجر لأن أبو مازن الصغير لا يحسب له حساب. الإدارة تمارس الضغط عبر السعودية ومصر ودول أخرى.
حافظ البرغوثي رئيس تحرير الحياة السابق قال لي.. من وقف وقفة أبو مازن.. إنه الوحيد من زعماء العرب في وجه الصفقة وضحى بكل شيء من أجل وطن على حدود 67..
كان مازن رحمه الله صديقي.. دعاني إلى غداء في مطعم بالدوحة يقدم وجبات حارة ليعاتبني على خطأ في الوطن حيث جاء اسم والده محمود عباس تحت صورة عباس زكي.. سألني عن رأيي في والده الذي كنت أجريت حوارا معه قبل عودته من تونس إلى رام الله.. فقلت له هو رجل ذكي قادر على أن يتخطى حقول الألغام.. وهو خليفة عرفات وشريك الأردن..
أبو مازن صمد في وجه زعران الفاكهاني ويعرف كيف يتعامل مع اليهود والرئيس ترامب.. والشعب الفلسطيني خلفه قابضا على الحجر.. ونأمل ألا يخضع للابتزاز ومن خضع مرة فسيواصل الخضوع..
كلمة مباحة
صاحب الحق لا يخاف الظلم.. ولا يخشى الاستبداد.. ويؤمن بأن من مات دون حقه فهو شهيد
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
04/11/2018
2156