+ A
A -
لعل العنوان واضحاً بما يكفي لنتأكد أن أفكارنا وقناعاتنا هي حياتنا التي اخترنا كيفية عيشها، فالحياة هذا السرالعظيم الذي نمتلكه منذ أن وجدنا خلية نابضة في أحشاء أمهاتنا أصبحنا مؤهلين لفهم سرها، فقد تلمس بعض الفلاسفة والمعلمين بعضا من تلك الأسرار، بينما غابت عن الأغلبية الكثير من بديهياتها، وتتالت أجيال بعد أجيال مكررة ومرددة أنماط من سبقوها في الحياة، متخلين تماما عن استعمال ما يملكون من طاقات في سبيل الوصول إلى فهم أكبر لمعنى الحياة أو كيفية عيشها، بل إنهم أحاطوا أنفسهم بحواجز الخوف، وسخروا طاقاتهم دون أن ينتبهوا لمصلحة ما يعوق تطورهم وسعادتهم وإمكاناتهم كأحياء.
فالعالم الخارجي هو انعكاس للعالم الداخلي، والعالم الداخلي يؤكد العالم الخارجي، والقاعده النفسية لقانون السلوك تبين أن أي سلوك نقوم به هو نتيجة أفكار - اعتقاد- مشاعر ومع الاستمرار في الزمن تتحول إلى قناعات وقيم داخلية وهذا هو العالم الداخلي للإنسان ونتائج السلوك هو الفعل، ويمثل العالم الخارجي للإنسان، فإذا أردنا معرفة هذا الإنسان فعلينا فقط معرفة أفكاره والتي تتمثل في أقواله وسلوكه، ودعونا نسأل أنفسنا ‏كيف نتكلم ونحكم ونتعامل مع الآخرين وكيف نحكم عليهم؟
إذن مشاعرك تشكل حياتك فاصنع عالمك بنفسك فمن المهم جدا أن تتحلى بالتفاؤل والمشاعر الإيجابية تجاه كل ما تصادفه يوميا، فتلك المشاعر ستشكل طاقة تبثها حولك وتعود عليك انت بالفائدة ثم على من حولك ولك أن تتخيل العالم وكأن فيه ذلك المارد الخارج من المصباح السحري ينتظر أن يسمع أمنياتك ورغباتك حتى يسعى لتحقيقها وأنت تعلم أن هناك ما يفوق طاقتك ومن يمكنه أن يحقق ما تحلم به الا أن شكوكك بإمكانياتك هو ما يمنعك من السعي نحوه أو تمنيه.
اطلب ما تتمناه، حاول أن تجسده أمامك من خلال فكرة ثم انتظر أن تحصل عليه فأحيانا تسعى أفكارك لإعاقتك عن الحصول على ما تتمناه من خلال إعمال المنطق البشري حيث هناك ما يسمى بصعوبات ومستحيلات يمكنها أن توقف تلك المشاعر الايجابية من التدفق وتذكر دائما انه ليس من المفترض أن تعلم كيفية سير الظروف، كل ما تحتاجه هو أن تعلم ماذا تريد تماما وان تريد أن تحقق ما علمته، اذن علينا أن نعي أن الفرق بين الذين يعيشون حياتهم وكأن بيدهم عصا سحرية يحققون بها ما يتمنون والذين يصارعون معوقات الحياة هو اسلوب ونمط تفكير متعاكسان تماما ومعنى تبني اسلوب حياة معين هو أن تتخذه كنمط حياة لا أن يكون حدثا طارئا على حياتك تقوم به صدفة ثم تعود لأسلوب سلبي اعتدت عليه.
وأخيراً ضع نصب عينيك أن السعي للصلح مع الذات بوابة للصحة النفسية وحتى تتغير حياتنا للأفضل علينا أن نغير من طريقة أفكارنا ولعل ذلك لا يرتبط فقط بشهر أو مناسبة بل عليك أخي القارئ أن تنظر لصحتك النفسية أن لها الاولوية بالاهتمام وعسى أن يشهد اكتوبر وهو شهر التوعية بالصحة النفسية بعضاً من التغير للافضل في قراراتنا التي تعود على صحتنا النفسية بالخير ونحن في ختام ايامه، فالله جل وعلا يقول «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. ودمتم بود.
بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
27/10/2018
2471