+ A
A -
عندما يتحول الولد أو البنت إلى أذية وضيقة خلق ومزعج حينها يتحول البيت إلى جحيم! ومكان موبوء! جرائم بشعة قرأنا عنها، أب يخنق ابنته ويضربها ويعذبها بالنار حتى الموت! مبرراً ذلك بأنها (عاقة ولم تكن تحترم أحداً من أسرتها)! ولى زمان التسامح والأسرة المترابطة المتحابة التي ملؤها الحب والحنان والعطف! كل من هب ودب صار يربي هذا النشء! النادي والتلفاز والإعلام والأصحاب والشارع وكل (خيره وميره) يؤثر في أخلاق الأبناء سلباً أو إيجاباً! زمن عجيب كله أكشن! وقتل! واستحواذ! ومصلحة وتفلت وانفلات! الزوجة تطيح بزوجها وتضربه من تحت الحزام! والزوج ربما يستخدم الضربة الفنية القاضية معها! وقد يفجر أحدهما في مواجهة الآخر! وقد يتحول الولد إلى مارد! والبنت إلى شيطانة! في زمن ضعفت فيه سلطة الوالدين على الأبناء! هناك أبناء زينة للحياة الدنيا، وهناك أبناء دوخة وعلة وبلوة الحياة الدنيا! في زمن الانفتاح والانفلات! أب يقتل ابنته لأنها لا تحسب لأحد حساباً! وبنت تقتل أمها! وتجادلها، وترفع صوتها في وجودها! يا كافي الشر! جرائم مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون ولكننا نشهدها في واقعنا رغم مرارتها! قصص وحكايات وأخبار نقرأ بعضها ونسمع عن بعضها الآخر وتصيبنا بالغثيان والألم! انفلات وضغوطات وتفكك يئن تحت وطأتها جل الناس والتي أثرت على أعصابهم وأمزجتهم! مما أدى إلى انفلات وتفلت في مصفوفة القيم! حالات الاكتئاب والانفصام والاختلالات العقلية والنفسية وعلامات الاستفهام الكبيرة من نتائجها! والغلو والتشدد والتصرفات الحمقاء التي تقود إلى ما لا يحمد عقباه من نتائجها هي أيضاً! والسؤال: لماذا، لماذا، لماذا؟
لاشك أننا نتحمل المسؤولية، كلنا مسؤولون! المؤسسة الأولى الأسرة أصبحت في خطر كبير بعد تقطع حبال الحب والود والتواصل بين قطبيها الأب والأم وحبل الاحترام والتقدير بين الوالدين والأبناء ولى وأفل، والمدرسة مسؤولة لأن عليها إحياء قيمة الوالدين من جديد وترسيخها في نفوس هذا الجيل، وإعادة الحياة والنبض إلى المشاعر المتبلدة، وأن تكون المدارس عوناً للوالدين بحسن توجيه الأبناء نحو الخير، نحو «السنع».. لأنه لن ينصلح حالنا إلا بما صلح به أولنا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
20/10/2018
2116