+ A
A -
سمير البرغوثي
لم يستطع حافظ الاسرار الاستمرار..فقد أرهقته حزم الاخبار..وكاد يصل حافة الانهيار..فالتركي...يلقي كل يوم جزئية من الاجابة عن السؤال: أين جمال خاشقجي؟
ليس موجودا في القنصلية..اذن في بيت القنصل..وقبل ان يصل الفريق إلى الدار.. امسك بتلبابه والى المطار وولى الادبار عائدا..الى الديار..وفي الديار تغلي النار..والبحث عن كبش فداء ينقذ المغوار من شر اعمال تهدد الحكم بالانهيار..
روح زميلنا الصحفي جمال خاشقجي ترفرف هنا وهناك..وتنظر إلى قاتلها..وتقول له اول قاتل في التاريخ كان رحيما..اكرم جثتي ووارى سوءتي..فماذا انت فعلت حتى اضعت دمي بين مبنيين وشغلت الامم في قصتي..ليشهدوا عليك يوم السؤال انك انت من أجبرني على الصعود من جسد رجل أحب وطنه وكان يريده وطنا مثاليا..لكن من اعتقدوا انهم ملكوه بسيفهم لم يستوعبوا حب هذا الرجل الذي ولد وترعرع في مدينة رسول الله مدينة يا سبحان الله ترتاح فيها النفوس..
لو كان جد جمال يعلم ان روح حفيده ستعذب في قنصلية بلاده على رأي قاله أو كتبه..لما كان اختار ان يبقى مواطنا حجازيا..ولرحل مع من رحلوا إلى ارض الله الواسعة..
كم كان يؤلمنا حين كنا نلتقي زملاء نجديين أو حجازيين في الخارج ونقول لهم انتم محظوظون كونكم سعوديين. يقولون «احنا بما نحن فيه ابخص»
مات جمال اذن.. واليوم أو غدا..تجيب السلطات التركية عن السؤال؛ اين جثة جمال؟
ويرتاح العالم بمعرفة الجاني الذي ارتكب اخطر جريمة بحق صحفي كان مقربا من القصر وناطقا باسمه ومخلصا لرجاله ولم يكن يوما في المعارضة واستكثروا عليه ان يطالب بضبط عقال السياسة..
لكن من سيقدم للمحاكمة..هل القنصل الذي هرب..ام المارقون الذين جاءوا من الرياض عبر مصر ودبي..
كلمة مباحة
قال لمستشاريه الذين ورطوه:
قلت لكم انكم تثيرون فزعي، لأنكم لا ترون ما هو ابعد من موقع اقدامكم، تشغلون انفسكم باللحظة التي مضت وليس باللحظة القادمة..وها قد جاءت وأرى انه قد اينعت رؤوسكم!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
17/10/2018
1905