+ A
A -
تعالوا نبدأ اليوم بمشاعر إيجابية، عكس ما يريد البعض منا البدء بمشاعر سلبية جاهلاً أن السلبية كما الإيجابية قد ينقلها بالعدوى، فكثير ممن حولنا قد يكونون أصدقاء أو ربما إخوة وزملاء ليس لديهم هم سوى نقل صورة سلبية عن الحياة بتذمرهم والافصاح عن مشاكلهم، بل وإغلاق عيونهم عن أي شيء جميل وتقبيحه إن أمكن.
فلكم أن تتخيلو أن يهاتفكم أحدهم للسؤال ويبدأ بالشكوى فكيف ستبدو حالتكم المزاجية حينها، فإن كنتم بأحسن حال انقلب الوضع، وإن كنتم تعانون ايضا زادت عليكم هذه الشكوى رداءة حالكم، فقد تبدأ يومك ولديك شعور منذ أن تستيقظ وانت في السرير أنه يوم سيئ وتتابع يومك بأحداث تتطابق وهذا الشعور، فكل شيء تحاول تحقيقه يتسم بالفشل لذلك لا تسمح لأي خطأ أن يعكر صفو إحساسك بالتفاؤل، ويجعلك تحكم على أن هذا الخطأ سيمتد ليشمل نهارك كله أو حياتك كلها.
اذا مشاعرك تشكل حياتك فاصنع عالمك بنفسك فمن المهم جدا أن تتحلى بالتفاؤل والمشاعر الإيجابية تجاه كل ما تصادفه يوميا، فتلك المشاعر ستشكل طاقة تبثها حولك وتعود عليك أنت بالفائدة ثم على من حولك والآن اطلب ما تتمناه وحاول أن تجسده أمامك من خلال فكرة، ثم انتظر أن تحصل عليه فأحيانا تسعى أفكارك لإعاقتك عن الحصول على ما تتمناه من خلال إعمال المنطق البشري، حيث هناك ما يسمى بصعوبات ومستحيلات يمكنها أن توقف تلك المشاعر الإيجابية من التدفق، وتذكر دائما انه ليس من المفترض أن تعلم كيفية سير الظروف، كل ما تحتاجه هو أن تعلم ماذا تريد، فالمنطق يقول إنه لا يمكن للمرض أن يستقر في جسد من يتمتع بحالة نفسية صحية بعيدة عن التشاؤم والكراهية أو السلبية، فإذا كان لديك مشكلة صحية واعتدت على التكلم عنها بشكل دائم وتابعت تذمرك منها فأنت تعمل على خلق خلايا مشبعة بذلك المرض مرة تلو الأخرى حتى تصل لمرحلة تمكن المرض منك كمن يصل إلى طريق مسدود تماما بعد فوات الأوان.
الأهم الآن أن تعي بأن مشاعرك وتفكيرك يعيدان بناء جسدك من جديد، ففي كل مرة تتبع أسلوب تفكير معينا أنت تعطي جسدك جرعة شفاء أو قد تمكن المرض منك أكثر، فهناك الكثير من الأمراض التي شفي أصحابها تماما نتيجة تغير اسلوب حياتهم الفكرية، كما أن هناك الكثير ممن عاودهم المرض نتيجة العودة إلى أسلوبهم السلبي.. فأي المشاعر تختار الآن لتتمتع بصحة نفسية تجعل من حياتك إيجابية الرؤى والعطاءات، وأي أفكار سترسمها لخريطة التفاؤل في حياتك حين تعلم انك تقرأ هذا المقال والعالم يحتفل باليوم العالمي للصحة النفسية في هذا الشهر، هل تختار الوقوف في زاوية مظلمة أم يكون اختيارك الانضمام لمن اختاروا بقعة الضوء حاملين الابتسامة للغد؟،، ودمتم بود.

بقلم : ابتسام الحبيل
copy short url   نسخ
10/10/2018
2070