+ A
A -
يعقوب العبيدلي
قطر ووزارة التعليم القطرية تتجهان نحو عالم التكنولوجيا والتقنية والعلوم، ولذلك افتتحت من قريب مدرسة العلوم والتكنولوجيا، وتم تخصيصها للمرحلة الثانوية بمنطقة عين خالد، على أن يكون العام الدراسي الأول لها للبنين ثم سيعقبها افتتاح مرحلة أخرى للبنات، حيث تقوم وزارة التعليم بانتقاء الطلاب المتميزين والمتفوقين للدراسة بها، على أن تبدأ المدرسة بحوالي 60 طالبا وتبدأ بالصف التاسع حتى الصف الثاني عشر، كما أن مؤسسة قطر الرائدة أعلنت عن افتتاح أحدث مدرسة تركز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتوفر المدرسة برنامجًا أكاديميًا متطورًا للطلاب المتفوقين، في تلك المواد العلميّة (STEM) وقد تم افتتاح أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا (QAST) في أغسطس 2018 لمجموعة مختارة من الطلاب والطالبات.
برنامج الدراسات المُقدّم في الأكاديمية، سوف يلبي ويتجاوز جميع توقعات القبول للدخول إلى الجامعات الأميركية والبريطانية مع ضمان قبول الطلاب في بعض الجامعات المرموقة التابعة لمؤسسة قطر، وسوف يتم التركيز في العامين الأولّين من التعليم على المحتوى الأساسي وإتقان المهارة المتمركزة في المناهج الدراسية، وسيكون هناك فصل هندسي قائم على حل المشكلات، حيث سيتم تحدي الطلاب من أجل التعاون وحل تحديات قطر الكبرى في العالم الحقيقي مع تحول العامين النهائيين الأخيرين إلى تطبيقات هندسية متطورة وبرامج مهنية لبرنامج البكالوريا الدولية وبرامج تدريبية في الصناعة والمواقع الأكاديمية خلال العام الأخير، كما سيقوم الطلاب بتطوير مشروع بحث أكاديمي لمدة عام. بالإضافة إلى ما سبق ستوفر أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا (QAST) فرصًا للمشاركة في مختلف مسابقات الرياضيات والعلوم إلى جانب تقديم برنامج الأنشطة الأكاديمية ما بعد ساعات المدرسة، وهناك 36 طالباً من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا شاركوا في المخيم الصيفي الذي نظمه مركز اليوبيل للتميز التربوي في الأردن الشقيق، المخيم اشتمل على العديد من الفعاليات التعليمية الخاصة بأساسيات التصميم والتكنولوجيا مثل العمل في مجموعات والعصف
الذهني، والخرائط الذهنية والرسم لهندسي والملصقات الدعائية والعرض التقديمي، بالإضافة إلى المشاركة في عدد من المسابقات العلمية مثل مسابقة فورمولا ون ومشروع 4*4 وتصميم مشاريع من واقع الحياة، وذلك باستخدام برمجيات متخصصة، ويهدف المخيم بصفة عامة إلى إعادة صياغة اهتمامات المشاركين لميادين التعلم والمعرفة ومساعدة المشاركين المهتمين بالعلوم والتكنولوجيا في إبراز طاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم في علوم الهندسة والإلكترونيات والتصميم والتكنولوجيا، كما تشارك دولة قطر حالياً ولمدة 4 أيام في أعمال الدورة الخامسة عشرة لمنتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع، الذي بدأ يوم أمس باليابان.
يبحث المنتدى، الذي يرأس وفد قطر فيه سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي- الذي أحمل له في قلبي كل محبة وإجلال وتقدير- دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فيما يشارك الدكتور النعيمي ضمن فعاليات المنتدى، في اجتماع المائدة المستديرة المخصص لوزراء العلوم والتكنولوجيا من مختلف دول العالم، قطر تتجه نحو الأفضل، ولا تستحق إلا الأفضل، ولا تنشد إلا الأفضل، وتتطلع إلى الأفضل، ووزارة التعليم القطرية كذلك ممثلة بمدارسها التخصصية، وصروحها العلمية، الغاية في الأهمية، تدعم سوق العمل في الدولة بفنيين قطريين مؤهلين علمياً ومهنياً، إن 80% من طلاب قطر للتقنية ينخرطون في سوق العمل بالمجالات الهندسية والفنية، سواء كانوا طلابا قطريين أو أبناء القطريات أو أبناء دول مجلس التعاون، وكل قطاعات الدولة تدعم طلاب المدارس التخصصية بوظائف وتبتعثهم للدراسة الجامعية لأن لديهم شهادتين «الثانوية العامة والفنية التخصصية».
إن مدارسنا التخصصية التقنية والتكنولوجية تعتبر نقلة تعليمية لمستقبل أفضل، بعضها تفتح أبوابها للطلاب على فترتين، الفترة الصباحية للصفوف العشر، والحادي عشر، والثاني عشر، والفترة المسائية والتي جاء إقرارها رغبة من وزارة التعليم والتعليم العالي لتوسيع رقعة التعليم التقني والمهني في الدولة لجميع فئات الطلبة ممن لم يستكملوا الدراسة الثانوية ومواصلة تطوير أدائهم والحصول على مؤهل في مجال تخصص عملهم وبالتالي المساهمة في رفد الدولة في مختلف قطاعاتها بالمهن المدربة والمؤهلة والتي تساهم في تحقيق أهداف ورؤية قطر الوطنية 2030.
والفئة المستهدفة في البرنامج جميع الطلبة القطريين وأبناء القطريات ومواليد قطر ممن أنهوا الصف التاسع ولم ينهوا الصف الثالث الثانوي على ألاّ يقل عمر المتقدم عن 18 سنة في مختلف قطاعات الدولة والمقترح ألاّ يتجاوز 35 سنة على أن تبدأ جميع فئات البرنامج من الصف العاشر.
بدأ العمل في المرا كز المسائية في العام الدراسي 2017/2018 وقد التحق بالمركز 30 طالباً في مرحلة الصف العاشر إلا أن الإقبال قد ازداد وبشكل ملحوظ على التسجيل في المركز للعام الدراسي 2018/2019 ويعود ذلك إلى الإعلانات المستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة (TWITTER INSTAGRAM، FACEBOOK) بالإضافة إلى مركز الاتصال بوزارة التعليم، وكذلك الصحف المحلية المكملة لجهود المدارس وتلك المراكز.
وتزود قطر التقنية قطاعات الدولة بالكوادر المدربة فنياً والقادرة على التعامل مع المتغيرات العلمية والتكنولوجية فضلاً عن الخريجين القادرين على مواصلة تعليمهم الهندسي في مختلف الجامعات المحلية والخارجية ومؤسسات الدولة المختلفة. وهم يحملون شهادة التيف الأسترالي (TAFE) الدولية، وشهادة الميكروسوفت العالمية (MICROSOFT) لتخصص تكنولوجيا المعلومات.
إن النجاحات المطلوبة للتعليم دائماً تتجدد وتتمثل في تحديد مخرجات تربوية وأهداف تعليمية يجب الوصول إليها ولا أحد ينكر الجهود المبذولة من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي ممثلة بإدارة شؤون المدارس وقسم تعليم الكبار التابعين لمكتب مساعد وكيل الوزارة للشؤون التعليمية في تحسين الفلسفة التربوية لتتلاقح والمعايير العالمية.
إن التعليم التقني والمهني والتكنولوجي في قطر ينطلق بقوة جنباً إلى جنب مع مسيرة التنمية التي تشهدها قطر.
إن التعليم التقني يعيد إنتاج ثقافتنا ويؤطر لهويتنا ونحقق عبره التنمية الشاملة مما يحتم علينا دعمه بالخبرات والأنظمة والمعرفة حتى يمكنها أن تنافس وتتصدر.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
08/10/2018
2816