+ A
A -
تحية للمعلم في يومه، إن نجاحات التعليم، وتجدد التعليم، وتحقيق مخرجات تعليمية، وتحديد أهداف تعليمية، كلها تبدأ من المعلم، ولا أحد ينكر الجهود التي يبذلها المعلم في غرفة الدراسة وفي المدرسة وبصمته في المنظومة التعليمية بأكملها، سياسة التطوير والتحسين في التعليم التي تتبناها قطر ووزارة التعليم الموقرة، تجل وتقدر وتحترم المعلم، والشاهد احتفالية أمس تكريماً للمعلم، إنها وبكل المقاييس تعتبر إجلالاً للمعلم، الذي يظهر أفضل ما بداخل براعمنا الصغيرة التي تمشي على الأرض نحو المستقبل، المعلم يعيد إنتاج ثقافتنا ويؤطر لهويتنا ونحقق عبره التنمية الشاملة، مما يحتم علينا احترامه وتقديره وتكريمه في يومه العالمي على أقل تقدير، لا يمكن أن نتعامل مع المعلم والإدارة المدرسية باستخفاف وهوجائية لأنهما باختصار ودون كلام كثير يقودان قطار أو مترو التنمية نحو آفاق أرحب، نعم إن دورهما كبير في قيادة العملية التعليمية، صدقوني من واقع خبرات تراكمية لديّ كمعلم سابق ومدير مدرسة وموجه لديّ قناعة أنه لا المبنى المدرسي ولا المنهج يستطيع احداث التغيير والارتقاء بالعملية التعليمية إذا لم يكن المعلم على مستوى كبير من الإمكانيات والكفاءة والإخلاص والأمانة والخبرة، وجهود وزارة التعليم والتعليم العالي المتمثلة بجهود إدارة التطوير والتدريب بقيادة الأستاذة القديرة حصة العالي - التي أحمل لها من التقدير والاحترام الكثير - في إعداد المعلم وتأهيله لقيادة العملية التعليمية التي أعرفها عن قرب وكثب بأنها شاقة وغير سهلة وتحتاج إلى وقت وجهد لكونها تتعلق بتغيير الأفكار والقيم والسلوكيات، نطالب من هذا المنبر الصحفي وزارة التعليم وصنّاع التعليم فيها بالاستمرار في تأهيل المعلم والمعلمة والتركيز على التأثير والأسلوب والكفاءة لا الاكتفاء بالموجود، ونشير هنا إلى سعادتنا وارتياحنا لبرنامج الشراكة بين وزارة التعليم وجامعة قطر ممثلة في كلية التربية وبالتنسيق مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، في برنامج طموح الذي يهدف إلى سد احتياجات سوق العمل خاصة في المؤسسات الحكومية وتعيين كوادر من المعلمين على مستوى تربوي عال.
كما يهدف برنامج «طموح» إلى استقطاب الكفاءات والكوادر القطرية، علاوة على أبناء القطريات ومواليد دولة قطر، وتشجيعهم على الالتحاق بالدراسة في التخصصات التربوية وخاصة التخصصات العلمية، مما سيُسهِم في تطوير البيئة التعلمية وسد احتياجات المدارس من مختلف التخصصات العلمية، وعليه فقد تَمَّ إدراج هذا البرنامج كأحد برامج الابتعاث الحكومي الذي تشرف عليه وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية.
كما نثمن توجيهات معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بزيادة مخصصات طلاب برنامج طموح طلاب كلية التربية وهذا القرار من شأنه دعم الكوادر البشرية واستثمار القدرات الوطنية لتقود العمل التربوي وتنهض بمستوى التعليم بقطر والذي من شأنه أن يحقق رؤية قطر الوطنية 2030»، وإن دلت هذه الزيادة فتدل على مساعيه الخيرة.
هذا البرنامج المبارك «يأتي ضمن جهود الدولة للاستثمار في الموارد البشرية وبناء قدرات وطنية تقود العمل التربوي لاسيما في مجال التدريس في قطر، كما يعد جزءا من منظومة متكاملة للارتقاء بالمستوى الأكاديمي والمهني للمعلمين، وإعدادهم وفقا للمعايير المهنية الوطنية ومعايير المناهج القطرية، مما سينعكس بالضرورة على جودة نوعية المخرجات التعليمية في المدارس، بما يسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030».
هذا البرنامج يتكوَّن مِن 120 ساعة مكتسبة لمدة أربع سنوات دراسية بنظام الدوام الكامل، إذ يتم إيفاد الطالب للالتحاق بالبرنامج لمدة أربع سنوات للحصول على درجة البكالوريوس وذلك للتخصصات المدرجة في كلية التربية بجامعة قطر، وقد حصل برنامج «طموح» على الاعتماد الأكاديمي من المؤسسة العالمية لاعتماد برامج المعلمين (INTERNATIONAL RECOGNITION TEACHER EDUCATION).
نأمل في اليوم العالمي للمعلم أن يفتح آفاق الإبداع لديه ويمكنه من استخدام كل الإمكانيات المتاحة للإبداع والابتكار والتميز، وكل عام وأنتم بخير.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
05/10/2018
4965