+ A
A -
على مدى عملي الصحفي اقرأ للكاتب السعودي تركي الحمد. وجل كتاباته مرتبطة بأفكاره البعثية السابقة التي شكلت رجل الزئبق الذي يرى الحرية في طيف نظريات متداخلة متطاحنة بين اليسار الشيوعي والإسلام السياسي.
هذا الكاتب الاكاديمي الذي انضم لحزب البعث السعودي في سنوات مبكرة من حياته وامضى عشر سنوات في اميركا تخرج منها متخصصا في النظرية الصهيونية..ويحمل الآن الجنسيتين السعودية والاميركية.. تفرغ للكتابة..اثار غضب العرب عامة والسعوديين الوطنيين خاصة حين قدم مجموعة تغريدات يقول فيها ان «الفلسطينيين باعوا قضيتهم..وانهم السبب في تخلف التنمية العربية»..واضحكني حين قال ان ما انفقه العرب على القضية الفلسطينية سبب تخلف التنمية العربية..ولو انه تم انفاق 5 مليارات دولار وليس 600 مليار. لما كانت فلسطين محتلة حتى اليوم..
تحية لمن ردوا على الحمد سواء من العرب أو السعوديين وبينوا له ان اهل القضية ما هانوا ولا وهنوا وما باعوا وطنهم..وحتى اليوم ومنذ 1923 وحتى اليوم وارواح الشهداء ترتقي إلى السماء في طريق تحرير الوطن الذي تخلت عنه الامة العربية اكراما لعيون بريطانيا ثم عيون اميركا.
نعم دكتور تركي انت ابن البعث..وهو حزب كانت رسالته «امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» وكل حزبي سواء كان شيوعيا أو بعثيا أو إخوانيا يكون حزبه قد اطلعه على القضية الفلسطينية ومراحل الكفاح من ثورة يافا 1924 وثورة البراق وثورة 1936 وحرب 1948 إلى ثورة 1965الى 1970 إلى 1982الى الانتفاضة الأولى 1987 فالثانية 2000 إلى حروب ضد المقاومة 2006 و2012 و2014 ثم مسيرة العودة.. وقدم الفلسطينيون اكثر من 100000 شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والاسرى واكثر من ثمانية ملايين مهجر.
نعم دكتور تركي..الفلسطينيون لم يبيعوا قضيتهم..فأكراما لأرواح الشهداء ولمن يقضون المؤبدات في السجون ولزوجات وابناء الشهداء والاسرى..من اجل من حكم عليه 1650 سنة نقول لك يا ابن الحمد لقد لحنت وانت تعرف الحقيقة..ولكن قولك باطل اردت به مع بلوغك السادسة والستين ان ترضي من لا يخاف في الله لومة لائم..
كلمة مباحة
حملنا ارواحنا..والقيناها
في مهاوي الردى
بحثنا عن حياة تسر الصديق
وممات يغيظ العدا
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
03/10/2018
1994