+ A
A -
لم يكن رئيس الولايات المتحدة الأميركية يتوقع أن يواجه في الأمم المتحدة استهزاء وسخرية رؤساء وقادة دول العالم أثناء إلقائه كلمة بلاده من أعلى منبر دولي ولحظة مشاهدته من قبل جميع شعوب العالم.. ولم يكن أمام ترامب سوى التظاهر بأنه ابتلع الإهانة عندما ضجت قاعة الجمعية العامة بالضحك لحظة حديثه عن إنجازات إدارته التي راح التفاخر بها.. وقال تعليقا على ذلك..» لم أكن أتوقع ردة الفعل هذه لكن حسنا»..
هذا المشهد الأممي ليس عاديا فهو نادر الحدوث خصوصا مع رئيس أكبر دولة في العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية ما يؤشر إلى حجم تراجع هيبتها وسطوتها وفقدانها احترام دول العالم على نحو غير مسبوق في ظل إدارة وعهد الرئيس الأميركي ترامب المثير للجدل منذ انتخابه أن داخل الولايات المتحدة أو في خارجها، والسبب أن ترامب بقراراته وسياساته غير المتوقعة، من رئيس أكبر دولة، صدم دول العالم وفي المقدمة حلفاء أميركا، مما تسبب في مشهد عزلة أميركا في مجلس الأمن الدولي أثناء تصويت جميع الدول ضد قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية العنصرية ونقل سفارة أميركا إلى القدس، حيث وقفت المندوبة الأميركية وحيدة في جانب وباقي الدول في المقابل في موقع الرافض لمثل هذا القرار الأميركي المنتهك لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.. وقد علقت وكالة رويترز على هذا الموقف النادر بالقول:
وجدت واشنطن نفسها معزولة الجمعة (الثامن من ديسمبر)، في مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة طارئة عبرت فيها الأمم المتحدة عن «بالغ القلق» إزاء مخاطر تصاعد العنف إثر قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بشكل أحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل، في حين أكدت دول المجلس الأوروبية أنه يخالف قرارات الأمم المتحدة.
وصرح سفراء السويد وفرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا أن قرار دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل «لا يتطابق مع قرارات مجلس الأمن الدولي» مؤكدين أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدت الدول الأوروبية في إعلان صدر في بيان إثر اجتماع طارئ لمجلس الأمن وجدت فيه واشنطن نفسها معزولة، «أن وضع القدس يجب أن يحدد عبر مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تختتم باتفاق حول الوضع النهائي».
وفي تعليقه على الموقف الذي تعرض له ترامب في الجمعية العامة قال موقع «مشابل» الأميركي، إنه بعد يوم من سخرية قادة العالم في الأمم المتحدة من خطاب ترامب، استرجع الرئيس الأميركي هذه اللحظة المحرجة واعتبرها موقفا مشرفا.
وأضاف الموقع، يبدو أن الرئيس الأميركي أساء فهم رد الفعل، فالحضور «ضحك على» جملته ولم «يضحك معه».
وكان بعض الحضور ضحكوا وتمتموا عندما أثنى ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة على الإنجازات «الاستثنائية» لإدارته. وبسؤاله عن هذا الموقف، علق ترامب: «لقد كان رائعا، كان من المفترض أن نحصل على بعض الضحكات، لكنه كان رائعا». وأعرب عن «سعادته البالغة» بخطابه، قائلا: «لقد حصلنا على تقييمات جيدة للغاية».
ويذكر الضحك في اللحظات الأولى من خطاب الرئيس الأميركي بانتقاداته عندما كان مرشحا رئاسيا لسابقه باراك أوباما، الذي كان يتبنى سياسة تميل للانخراط الدولي، وكان ترامب يقول إنه بسبب القيادة الأميركية الضعيفة، «العالم يضحك علينا». وفى 2014، غرد ترامب قائلا: «نحتاج إلى رئيس لا يثير ضحك العالم كله. نحتاج إلى قائد عظيم بحق، عبقري في الاستراتيجية والفوز، والاحترام»!
ما الذي جعل ترامب موضع سخرية وتزداد معه مشاهد عزلة أميركا على المسرح الدولي؟.
بقلم : حسين عطوي
copy short url   نسخ
02/10/2018
2056