+ A
A -
في ذلك الزمن الجميل- وإن لم يتحقق فيه نصر للعرب- كانت وسائل الإعلام العربية صحافة ورقية أو صوتية أو مرئية تنبض بالروح الوطنية.. فتسمع من القاهرة محمد عبد الوهاب يحث على مواجهة الظلم الصهيوني ونغني خلفه (أخي جاوز الظالمون المدى) ومن بيروت فيروز (زهرة المدائن)، ومن عمان وبغداد والرياض.. كان هناك صوت وليس هناك صورة.. ومع ذلك كان زمنا جميلا فهناك شجب.. وإدانة وتهديد ووعيد.. إذا ما أقدمت إسرائيل على قضم متر من القدس أو حفر شبر تحت الأقصى..
أما اليوم فالحمد لله فقد غاب الصوت وضاعت الصورة.. بل بات هناك تهديد لمن ينتقد إسرائيل.. ورغم الدعم الشعبي الدولي لغزة والخان الأحمر المتمثل بالعشرات من الأجانب الذين جاءوا ليتضامنوا مع بدو الخان الأحمر لمنع هدم خرابيشهم التي أقاموها هناك من قبل ان تحتل إسرائيل الضفة الغربية.. وإزلة هذه البيوت البسيطة وإقامة مستوطنة عليها هو إنهاء لمشروع الدولة الذي انتهى بإلغاء مكتب تمثيل فلسطين في واشنطن.. لن نسمع جوليا بطرس تغني من إذاعة عربية «وين العرب وين» فالعرب ذهبوا في إجازة بإذن الوالي الأعظم الذي يتقدم ويتأخر ليضرب ضربته الكبرى في إنهاء هذا الذي كان يسمى بالعالم العربي.. وبات الشرق الأوسط لتكون إسرائيل فيه.
قال لي زميل في صحيفة بدولة تهرول للتطبيع مع إسرائيل لقد طلبوا منا ألا نوجه أي نقد لإسرائيل.. فقلت له عندما طلبوا من ناجي العلي الا يشتم ولا ينتقد اميركا في رسوماته فخرج في اليوم التالي بكاريكاتير يقول فيه (تسقط جارة كندا).. انت قل في كتاباتك تسقط جارة غزة..
سأقول في كتاباتي تسقط جارة لبنان وجارة مصر وجارة الأردن وجارة سوريا التي لن تسقط بقوتنا لأن من يحيطون بها يركضون لتوفير الأمن ولقمة العيش..
كلمة مباحة
قف على حافات الوطن وألقِ السلاما.. وقل جاهدوا وحدكم فقد طاب لنا المناما!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
24/09/2018
1690