+ A
A -
أصدر الصحفي الأميركي الشهير بوب ودوورد كتابه الجديد بعنوان الخوف، وفيه تفاصيل وأسرار الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، بالتزامن مع المقال الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز، دون توقيع من الكاتب، وأحدث هزة كبيرة في البيت الأبيض.
ومما رشح عن الكتاب فإنه لا يحتوي على معلومات كثيرة، فقد سبق أن كشف كتابا «نار وغضب» و«المعتوه» الكثير، وهو ما تناوله أيضا مقال الـ«نيويورك تايمز».
جوهر الكتاب والمقال هو أن العديد من الذين يعملون مع ترامب صاروا يعتقدون أنه غير مناسب لمنصب رئاسة الولايات المتحدة، وهو ما يعني اتفاقاً بين وجهتي نظر من يعملون مع ترامب ومن يعملون على معارضته، ومع ذلك فمن المبكر للغاية الحديث عن «عملية عزل».
ترى مجلة فورين بولسي أن كتاب ودوورد ومقال النيويورك تايمز يتطابق مع كل ما نعرفه عن ترامب قبل أن يدخل السياسة، وإنه كان رجل أعمال فوضوياً يعاني من الإفلاس المتكرر، وهي أعادت تذكير قرائها بإحدى السمات الأكثر إثارة للدهشة في الحملة الرئاسية الأميركية لعام 2016 حيث المعارضة من الحزبين لترشح ترامب، وإذا كنا نفهم أن الديمقراطيين عارضوه لأسباب حزبية واضحة، فإن العداء تجاه ترامب كان أكثر شدة في الجانب الجمهوري، حيث وقع عشرات من خبراء السياسة الخارجية في الحزب، خطابات مفتوحة شجبت فيها ترشيحه.
لقد رافقت الرئيس الأميركي الكثير من «الفضائح»، وكانت كل واحدة منها كافية لعزل أي رئيس آخر، لكن الجمهوريين آثروا، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية النصفية الصمت ومحاولة إعطاء انطباع زائف بأن كل شيء على ما يرام، الأمر الذي تحدث عنه الرئيس السابق باراك أوباما بصراحة شديدة قبل عدة أيام بقوله «ماذا حدث للحزب الجمهوري؟، لا نسمع سوى تصريحات معترضة غامضة، عندما يتخذ الرئيس مواقف فضائحية، إنهم لا يقدمون خدمة لأحد عندما يدعمون بقوة 90 % من الأمور المجنونة التي تأتي من هذا البيت الأبيض، ويكتفون بالقول لا تقلقوا سنعمل على تجنب الـ10 % الباقية».
هذا الاختصار البليغ يؤكد مرة أخرى أن ترامب باق في منصبه من الآن وحتى ظهور نتائج الانتخابات النصفية، على الأقل.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
13/09/2018
1903