+ A
A -
أعلنت قريتي دير غسانة في فلسطين الحداد، ولبست النسوة السواد... فقد قامت السلطة العثمانية بجمع الشباب لإرسالهم للقتال في اليمن العصي على المهاجمين.. ومنذ فجر التاريخ.. كان كل من يحاول غزو اليمن يعود خائبا.. في عهدنا الحديث لم تتمكن الدولة العثمانية من اقتحامها وكل من ذهب للقتال في اليمن من قريتي لم يعودوا إلا رجلا واحدا لم يشارك في القتال.. لأنه أقدم على قطع أصبعه واسمه علي لحمد.. وروى هول ما رأى من عزم وشكيمة أهل اليمن.. ثم شهدنا انكسار جمال عبد الناصر وعودته من اليمن بعد شبه خسارة مع آلاف القتلى الذين لم يستطيعوا اقتحام قلعة من قلاع المناهضين للثورة السلالية التي ما كان لها ان تنتصر لولا التفاف القبائل اليمنية حولها.. ثم الانجليز الذين حملوا عصيهم ورحلوا عن اليمن.. ومن بعد هذه عاصفة الحزم.. ثم العزم والأمل ومنذ ثلاث سنوات والأمهات والزوجات في السعودية والإمارات ومصر والسودان يرتدن السواد بعد إعادة جثث من سقطوا..
لقد قاومت اليمن الملك سليمان بن داوود بالدبلومسية الملكية.. حفاظا على اليمن رغم ان قومها قالوا نحن قوم أولو بأس.. لتؤمن بلقيس وتسلم مع سليمان.. ولتكون زوجة له ويدخل اليمن في التوحيد وليكون أول من اسلم من الحواضر. فاليمن قوة كبرى يجري تدميرها كان يمكن ان تكون درعا في وجه الاخطار، لا خطرا على الجيران بما تحمله من اخلاق إسلامية يشهد لها رجالها الذين نقلوا الإسلام إلى الجزر القصية.. اليمن قوة بمساحتها التي تبلغ حوالي 555.000 كيلو متر مربع وسكانها 27 مليون نسمة حسب احصاء 2015، ولدى اليمن أكثر من 200 جزيرة في البحر الأحمر وبحر العرب أكبرها جزيرتا سقطرى وحنيش، وينص الدستور اليمني على ديمقراطية الدولة وإقرارها التعددية الحزبية والسياسية وتبنيها نظاما اقتصاديا حرا، والالتزام بالمواثيق والعهود الدولية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع.
هذا اليمن السعيد القوي أعيدوا له قوته ليكون درعا للأمة..
كلمة مباحة
لو لم تكن المرأة وطنا لعاش جميع الرجال لاجئين.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/09/2018
1983