+ A
A -
في جولة فنية افتراضية بين المتاحف واللوحات التشكيلية طرأ على ذهني سؤال: هل في الرسم شفاء للنفس وعلاج للروح؟
فكانت الإجابة بعد تأمل العديد من مشاهد لوحات الفن التشكيلي: نعم، فإن في الألوان علاجا للنفس والروح والجسد لأن الألوان تحاكي أهم حواسنا القوية وهي العين التي ترى فترسل إشارة للعقل ليتأمل ويفكر ويعطي أمراً للجسد ليرتاح أو لينشط، فإذا تابعنا مشاهد وعروضا مختلفة للوحات الفن التشكيلي في المتاحف والجاليري في مختلف أنحاء العالم سنجد مشهد (أزمة الكآبة النفسية) في اللوحة المرسومة والذي كان هذا الأسلوب اللوني الكئيب هو سبباً ناتج عن تفكيك الإنسان بمعتقداته وأسلوب حياته التقليدي ليدخل في حياته معنى العشوائية وحياة اللا معنى، وسنجد أيضاً تضاد من نوع آخر في مشاهد ألوان الفن الحديث المعاصر والذي ظهرت في ألوانه معاني قلق الإنسان وإحساسه بعدم الأمن والأمان وعجزه الدائم الذي سرى في نفسه كما الهشاشة في العظام، وسنجد في نافذة فنية تشكيلية أخرى معاني فنية لونية لمعادلة القوة في مشهد اللوحة والضعف في جزء آخر منها مع إنها في الحقيقة لوحة فنية تشكيلية واحدة تحققت فيها هذه المعادلة الخاصة، وعلى سبيل المثال: أود أن أذكر أن من أبرز الرسامين العالميين الذي عبروا عن مشاهد الكآبة في لوحاتهم كان الفنان «إدفارد مونش» بلوحته «الصرخة» والتي رسمها عام 1893 م والتي عكست حالتين نفسيتين في ذلك الوقت جمعهما الفنان في مشهد تشكيلي واحد: الحالة الأولى: ضعف وهشاشة نفسية الإنسان الحديث، والحالة الثانية: كآبة الرسام العالمي نفسه «إدفارد مونش» والذي كان ضعيفاً وزائراً من النوع الدائم للعلاج في المصحات النفسية فكانت لوحة «الصرخة THE CRY» لنصل إلى حقيقة رُسخت في التاريخ التشكيلي بأنه المرض العقلي والإبداع هو مأساة «إدفارد مونش»، في حين أن الأطباء النفسيين ينصحون كثيراً بزيارة المتاحف الفنية التشكيلية ومشاهدة عروض معارض الفن التشكيلي ليسمو الإنسان بروحه لتتأمل وتتفكر معنى اللون في حياته ليشعر أحياناً بالدفء والحرارة إذا شاهد مشهدا تشكيليا دمج بين مشاعر الرحمة والألوان الدافئة، وأحياناً أخرى يشعر بالبرودة والتمزق والخوف عندما يدقق النظر في ألوان لوحة تجسدت فيها معاني الخوف من الفقر والاحتياج مثل: «لوحة التراجيديا» للفنان الاسباني «بايلو بيكاسو». إنه من تصوري الخاص بأن النفس والألوان والروح ثلاثة معان تجمعها حالة التأمل والتفكر في تفاصيل كل ما نراه ونحسه ونسمعه ونقرره في حياتنا أو لوحاتنا.
بقلم : آمنة العبيدلي
copy short url   نسخ
06/09/2018
2232