+ A
A -
قد يكون العمل مهوى للقلب، ومستقرا للحب، وميدانا للإبداع والإتقان، وقد يكون مكانا للشتم، والسب، واللعب والفلتان. في العمل هناك مسؤول تتشوق للقائه، وهناك آخر تتهيب أو تتحاشى لقاءه، هناك زملاء وزميلات كأنهم الروضة الوارفة والنبع الصافي، وهناك عينات تزيدك بلاهة وغباوة وتعاسة، وحوش مخيفة، وذئاب كاسرة، هناك، عينات مسالمة هادئة متسامحة، وهناك عينات مستفزة مشدودة الأعصاب خائرة، هناك عيون مفتوحة على الأخطاء والزلات والتصيد في الماء العكر، وهناك أشخاص لهم أثر في حياتك، ومسيرتك المهنية، وهناك نفر تتعوذ منهم، وهناك آخرون ليس لهم بصمة أو أثر، ومطلوب منك دائماً الحذر، هناك إدارات تمثل منبع العمل وساحات للإتقان والإبداع والتميز والعطاء، وهناك إدارات فيها من الحروب والصراعات الطاحنة والكثير من الغباء، هناك إدارات فيها أهوال، وسوء أحوال، وأوحال، وغيرها فيها رجال وبنات رجال وآمال وخطط، تشكل واحات ظليلة يستمتع الموظف فيها بزهرها، وثمرها، فيها أحلى اللحظات وأمتع الذكريات، والأمنيات، وغيرها خراب، ينعق فيها الغراب، وهناك إدارات كلها جمال لا يحصيها مقال، تضحك لها وتضحك لك، فيها جمال الإدارة، وجمال العطاء، وجمال العمل، وجمال الإخلاص، وجمال الانتماء، وجمال التقدير والاحترام، وجمال «السنع» والتعامل، وجمال الحسن، والجمال الوديع والتصوير والفن البديع باحترافية المبدع الفنان الإعلامي الزميل «محمد أديب»، هناك إدارات تحرك سواكن النفس وتستدعي أحداث الأمس، وهناك إدارات تغرقك بالعداوات والصراعات التي تحتاج معها المسكنات، لا المسؤول يعرف ما يقول، ولا المرؤوس يدري بم يجيب، هناك أسماء في ذاكرتي، وذكرياتهم في نفسي، أعرفهم بإخلاصهم في العمل والتفاني فيه، هناك من أعرفهم بحبهم لأعمالهم ودقتهم في إنجازه، وهناك المتفلتون «أصحاب المذهب الوسيع» الذين ينصرفون بعد البصمة وقبل الزحمة إلى الكافيهات والمولات ويموتون في «الخشة» حتى نهاية الدوام، إني أخجل عندما أرى الإدارات خالية من الموظفين والموظفات، إلا من عصم الله، ولا أزيد! على الإنسان أن يقوم بعمله بإتقان، ولا يتبع الهوى والشيطان، لا يكفي أن يعمل، ولكن أن يتقن العمل، فليس هناك بديل عن العمل الجاد «وقطر تستحق منا الأفضل» دائماً وأبداً.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
03/09/2018
1870