+ A
A -
يسألني عن قفص مناسب يضع فيه طيوره، إنه يعشق هواية جمع الطيور والاستماع لتغريداتها وزقزقاتها الصباحية، إنه يريد أن يكون كالطيور، يشعر كالطيور، يحلق في عرض السماء مثلها، يريد أن يسعد نفسه والآخرين بها، يريد أن يضيف جمالاً، قلبه يطير كالطيور، يرفرف كالطيور، يحب كالطيور، مثل طيور الحب، ترحل إذا ساء الجو أو جف النبع، أو قل العطاء، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم قلوب أقوام من أهل الجنة بأن قلوبهم كالطيور «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» من الرقة والرحمة وخلوها من سوء الظن، اللهم اجعلنا طيوراً تحلق في سماء خشيتك، وقلوبنا سليمة طاهرة على إخواننا وأهلنا وزوجاتنا وزملائنا، وحسن التوكل عليك، وقد أعجبتني أبيات شعر قديمة كان لها أثر في رصيد ذاكرتي تقول: حبك قدر وأنا على دين الإسلام، مكتوب في وجه الجبين ورضيتك، يفطر عليك القلب وإن فارقك صام، والله لو إنك شوك سدره كليتك، صديقنا هذا يحب الطيور، طيور الحب، يحبها وتحبه، ولكنها تخافه، والخوف يقتل الحب، ويقتل الشعور، ويمنع المبادرة، الخوف يجعل العلاقة بين الاثنين غير صحية، إن طيور الحب تحلق في سماء عاصمة العشاق، وتظل تحب نسمات العشاق ونسمات مدينتهم وأجوائهم، الممزوجة بعبق ماء الورد، طيور الحب تحب بصدق، حبها ليس موسمياً ولا فصلياً، ولا مجرد نزوة طير أو جموح مشاعر، ولكنها ترفض القيد والقفص، الأقفاص تجرح المشاعر، والتجاهل يقتلها، لا يكفي أن تحب طيور الحب، ولا أن تحبك، الأهم نقاء القلب، وسلامة الصدر معها، لا تقتلوا طيور الحب بالأقفاص وكثرة القيود، اتركوها تزقزق وتغرد وتشدو كما يحلو لها، اتركوها تنبض بالحياة، تتنفس الهواء الصحي، وتحقق أحلامها، بعيداً عن الخوف والحصار الجاثم عى الصدر، ما أجمل قضاء اللحظات مع طيور الحب، والترنم باسمها، والتعايش معها، معها ستجدون الظل والماء والراحة والظلال. إنها تجعلنا أكثر سعادة وأكثر استرخاءً، طيور الحب محبوبة، لا يستطيع أن يكرهها أحد، لأنها لا تؤذي، ماتعة ممتعة، مؤنسة، مزقزقة، للبشر والنظر، طيور الحب عرفتها عن قرب، أحمل في ذاكرتي ذكريات لها، عن جمالها وأعرافها، إنها في رأيي المتواضع أحلى طيور الدنيا.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
02/09/2018
2539