+ A
A -
الكاتب كالفارس، كلاهما يمتشق سلاحه، وكلاهما لا يُسقطه في أية معركة، يبقى صامداً فيها حتى يسقط بلا حراك.
سلاح الفارس سيف، أو رمح، أو رصاصة، بحسب المعركة وظروفها، وسلاح الكاتب الكلمة، وليس غير الكلمة مهما تغايرت الظروف، وتنوعت أسباب المعارك، فالكلمة شرفه، وشرف الكلمة: الأمانة، والصدق في التعبير.
كاتب السطور لا يدّعي الفروسية، ولكنه يؤكد احترامه وتقديره لكل كلمة صدرت عنه، وكل موضوع عالجه بقلمه من خلال هذا المنبر أو أي منبرٍ آخر كان، إيماناً منه بمفاهيم قدرية حكمت سلوكه، وسلوك أبناء جيله ممن تفتحت أعينهم على الانتماء القومي، والإيمان بالمصير العربي المشترك، ووحدة الهدف والغاية في أنحاء وطننا العربي الكبير من عمان إلى نواكشوط.. نؤمن بإمكانات هذا الوطن، وبوضعه الاستراتيجي، وبما حباه الله من خيراتٍ، وموروثات شكلت فسيفساء حضاريةً فيه عبر الأجيال والعصور.
هذه المفاهيم هي- وبلا ادعاء- ما غرّدت لها، وما صدحت بها في كتاباتي المتنوعة: ما بين قصة، وقصيدة، وتحليلٍ سياسيٍّ، وخواطر متفرقة. والقلم عدَّتي، والكلمة سلاحي..
وكان لي شرف الانتساب إلى «الوطن» الغراء عبر مسيرةٍ تواصلت أربع عشرة سنة، كاتباً ومحلقاً في آفاق الرأي مع صحبةٍ من الزملاء الأعزاء، تشرفت بهم وعرفتهم من خلال مواقفهم وآرائهم.
وابتداءً من يوم غدٍ أودّعكم، وسيترجل الفارس إلى حين، على أمل أن يعود فيلقاكم يوماً ما على خيرٍ وحبٍّ.
بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
31/08/2018
2492