+ A
A -
كنت انتظر وجها حسنا يجلس إلى جانبي في الطائرة المتجهة من كوالالمبور إلى سنغابور. فقد قرأت على بطاقة دخول تحملها فتاة مالوية سنغافورية رقم مقعد بجوار مقعدي.. لكن فوجئت بخنشور سنغافوري مالوي أيضا بجلس بدلا منها فبدأت أدقق في رقم بطاقته لتصحيح الموقف فنظر إلى معتذرا أنه بدل البطاقة مع ابنته لتجلس مع صديقها.. رحبت به ونظرت من النافذة والطائرة تستعد للانطلاق.. وكان لا بد من الحديث مع رجل عايش التجربة السنغافورية في مختلف المجالات. فسألته ماذا يعمل؟.. قال بتواضع: مدير مدرسة.. فشهقت وقلت: أنت من أبحث عنه.. فتجربة التعليم في سنغافورة تحظى باهتمام وقد حصلت على المركز الأول وفق مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي لعدة سنوات.. فسألته: لماذا تفوقت ماليزيا في التعليم؟ فقال: ببساطة نظام التعليم دفعنا للتفوق فالنظام التعليمي في سنغافورة باختلاف أنواعه، سواء التعليم الخاص أو الحكومي أو الدولي؛ يمنح خيارات متعددة ومرنة في كل مراحله، بدءاً من مرحلة الحضانة والمرحلة الابتدائية، وصولاً إلى المرحلة الثانوية وما بعدها؛ إذ إنه يهدف إلى بناء شخصية قوية للطفل، وتنمية مهاراته الاجتماعية، الأمر الذي يسهم في تحقيق نتائج جيدة أكاديمياً، ويعود بالنفع على الوظائف المرموقة التي يلتحقون بها بعد التخرج.
ومع ذلك لا تقف طموحات حكومة سنغافورة عند سقف معين؛ بل تسعى إلى مزيد من التطوير للنظام التعليمي ليكون أكثر مرونة وجودة.
وكيف يتم ذلك..؟ قال ليس الأمر سرا وننشره بكل اللغات، نحن نبدأ باكتشاف مواهب التلاميذ وتنميتها مما يساهم في إرساء قواعد جيدة للتعليم إلى أن أصبح من أفضل نظم التعليم عالمياً.
إنه تعليم على درجة سواء في مدارس القطاعين الخاص والعام. مما جعلني أتساءل: نعم قطر حققت المركز الأول عربيا والسادس عالميا عام 2018 في جودة التعليم لكن مازالت هناك فروق في التعليم بين القطاعين وبين مدرسة وأخرى في القطاع الخاص.. وهذا العام.
تنقلت بين عدة مدارس خاصة دولية ارافق زميلي العراقي علاء العاني نبحث عن مقعد لابنه وابنته القادمين من تعليم دولي في الأردن.. قلت له: أنصحك بالتعليم في المدارس الحكومية.. قال: وعدتهم ان اواصل تعليمهم الدولي.. هنا في قطر.. لأكتشف فروقات في المستوى وفق الرسوم فقد كانت الأقساط لا تقل عن الـ 30 ألف ريال كحد أدنى و60 ألف ريال كحد أعلى. مدارس تشترط امتحانا مسبقا.. مدارس لا تشترط.. أخرى نظامها مرن في الترفيع للمتفوقين حسب العمر.. هذه مدرسة تتبع النظام البريطاني وتلك الأميركي والاوروبي.. وكل مدرسة لها نظامها ومنهجها.
وكان السؤال ما الذي ينقص المدرسة الحكومية لتكون دولية ايضا.
كلمة مباح
الفيس بوك يراقب الأنفاس ويمنع نشر ما يغضب سيد الفيس.. ولنا معه وقفة!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
30/08/2018
1738