+ A
A -
الذي دفعني لدحرجة هذه السطور اليوم هو الحوار الذي دار بيني وبين رئيس قسم الدعم اللوجستي– الفني– في إحدى الإدارات الإعلامية والذي أشار فيه إلى وجود بعض الأخطاء في بعض ما ينشر من أخبار في الصحافة السيارة وبعض مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، سواء أخطاء إملائية أو مطبعية أو «كيبوردية» حسب وصفه، نتيجة السرعة وهكذا، ونحن نكره الأخطاء حالنا حال الكثيرين، ونكره الكثير من الظواهر السائدة في الساحة الإعلامية، وللغة العربية قواعدها، وأيضاً لها استثناءاتها، التي تجب مراعاتها، هناك كراهة للأخطاء، ولكن الكتابة الصحفية والعمل الإعلامي أحياناً مع السرعة قد يقع فيه بعض الأخطاء التي تغتفر وأحياناً التي لا تغتفر، أهل اللغة العربية يجمعون على عدم جواز الأخطاء في الصحافة والإعلام، ولكن أهل الصحافة والإعلام يقولون هناك استثناءات يجب أن تراعى، ربما تدخل في قاعدة الكراهة وعدم توافقها مع معايير اللغة ولكن مقبولة صحفياً، ومنها عدم رسم الهمزة على الألف كمثال، للسرعة مثلاً وعدم توفر مدقق لغوي في حينه، (بعدين) القضية– كما أراها- أكبر من مجرد أخطاء مطبعية أو إملائية، نحن مولعون بأشياء كثيرة تعتبر عند العقلاء الأنقياء (غلط)، مولعون بالألقاب، والمسميات، وسرقة جهود الغير، والادعاء بالمعرفة، ونكران جهود الآخرين، والوصولية والدسائس، وتجيير جهود الآخرين للمسؤول، ومدح فلان وعلان وفلتان من أجل التقرب والوصول إليه، تزلف، ودهان سير مذموم، في أحيان كثيرة نشاهد في مجتمعاتنا أمورا تجعلك في حيرة، لدرجة أن بطاقة الزفاف أحياناً تصلك ومكتوب فيها أن الأستاذ الدكتور «.....» يتشرف بدعوتك لحضور زفاف نجله «....» وكأننا مدعوون إلى ندوة علمية أو مناظرة علمية، وليس بطاقة زفاف، هناك من يموت في الألقاب، ويشتري الشهادات الأكاديمية للبروز بها في المجتمع، للوصول إلى تحقيق أحلامه «بالجمبزة» وبعض الصحفيين أساتذة في صف الألقاب على بعض أنصاف المسؤولين الذين ينبسطون عند سماعها، في وطننا العربي الكبير، ممكن أن نتغافل عن الأخطاء الكارثية في اللغة العربية وهي لغتنا الأم والرسمية، ولكن لا نتنازل عن الألقاب والمسميات لأنها عند البعض منعشة ألذ من مجبوس اللحم أو برياني الدجاج، أو روستو لحم النعام خالي الدسم، وكما يقول المثل «كلّ بعقله راض»!!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
25/08/2018
2321