+ A
A -
يأتي العيد وأهل قطر محرومون من الحج لعامين على التوالي، والشوق لبيت الله اضحى موجعا.. بيت الله الذي أصبح اسيرا في يد نظام يتلاعب بأعظم مقدسات المسلمين، ويعتقل العلماء، والدعاة بلا رحمة، بينما يقتل بعضهم تحت التعذيب بتهمة تغريدة.. مجرد تغريدة كما حدث مع الشيخ سليمان الدويش الذي أعلن موقع معتقلي الرأي مقتله تحت التعذيب بطريقة بشعة لا يمكن ذكرها تقديرا لمقام الداعية.. ولم تخرج علينا سلطات المملكة لتكذب هذا الخبر مما اعطاه المصداقية، مع فشل الذباب الالكتروني في نفيه.
من الطبيعي أن الكثيرين أصيبوا بالصدمة، والألم لخبر مثل هذا، خاصة أن الشيخ المذكور، رحمه الله، كانت له مساهمات مشهودة في مجال الدفاع عن الإسلام، وحماية القيم، والأخلاقيات الإسلامية، ولم يشفع له كل ذلك ولا حتى ولاؤه العميق للسابقين في الحكم، وسكوته عن اعتقال المشايخ ممن اعتقل قبله.. أمور بشعة، وصادمة.. وليست بالجديدة.. كانت تحدث فيما سبق لكننا لم نكن نستوعبها، أو نصدقها، ونحن من تربينا على احترام علماء المملكة، والرجوع إلى علومهم، وفتاواهم، وما كنا نتخيل أن تكشف لنا الأيام كل هذه الفظاعات.. وتزيح عنا الحيرة التي أصابتني بالذات بعد ان اعتقل الداعية، والإنسان الفاضل خالد الراشد الذي كان من أقرب الدعاة إلى عامة المسلمين، وإلى الاهتمام البالغ بقضايا الأمة، والأخلاق، والقيم، بالإضافة إلى بصماته المميزة في مجال العمل التطوعي لإغاثة فقراء المسلمين في الدول الفقيرة، والمتخلفة.. الأمر الذي أدى إلى اعتقاله في الأساس، والحكم عليه بسنوات طويلة في غياهب سجن لا رحمة فيه، وهناك الكثيرون أمثاله.
الأحداث، والمشاهد في بلاد الحرمين تبدو كارثية، وتنذر بالأسوأ، آخرها اعتقال إمام الحرم صالح آل طالب، وهذا التصعيد الظالم ينذر بالانفجار، ولا يمكن أن تحكم سياسة متشنجة بلدا بهذا الحجم، وهذه المكانة.
تخبطات السياسة تعدت حدود المملكة، وحدود حصار قطر لتعبر عبر إعلامهم الملوث باستفاضة عن ذلك الحقد الدفين ضد قطر حكومة، وشعباً، وأرضا حد المساومة، والتخيير بين الحج، ونظام الحكم في قطر.. النظام الذي نعتز به، وننتمي له بفخر حيث وضعنا في قلب شرفاء العالم.. ومع الحق، ومع نصرة المظلومين.. ربما ليس من الواقعية أن نلوم مهرجي الإعلام هؤلاء لأنهم تربوا على العبودية، والاستبداد، ولم يجربوا معنى أن يعيش الإنسان في أرضه كريماً، حراً، منعماً بثروات بلاده.
كل عام وأنتم بخير.. عيدكم مبارك، والقادم افضل بإذن الله.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
21/08/2018
1844