+ A
A -
ما بين عقد وعقد، بل سنة وأخرى.. بل بين يوم ويوم تتمنى أن يكون العالم كله سنغافورة..
هذه الدولة النموذج بهرتني منذ الزيارة الأولى لها عام 1981.. وعدت لأكتب عن دولة ستبهر العالم سياحيا واقتصاديا.. ولم أكن أتوقع أن تبهره سياسيا حين اختار الشعب السنغافوري العام الفارط مسلمة لتكون رئيسة لسنغافورة..
اختار سيدة من الأقلية الإسلامية زوجها مسلم من أصول عربية، ولم يحتج أحد كما نقل الصورة أحد السفراء العرب الذي قال: لا أحد خرج علينا في سنغافورة ليقول لنا إنه لا يجوز أن تتولى المرأة رئاسة البلاد لأنها تتوحم.
ولا أحد خرج علينا في سنغافورة ليقول لنا إنه لا يعقل أن تتولى مسلمة رئاسة البلاد، لأن المسلمين فيها أقلية، ونسبتهم لا تتعدى 14 بالمائة.
في سنغافورة الذي قال كلمته هو الدستور، لهذا وصلت حليمة يعقوب المسلمة، لتكون رئيسة لدولة هي الأولى عالميا في جودة التعليم، حسب تصنيف منتدى دافوس.
حليمة يعقوب والدها من الهند، وأمها من ملاوي، وزوجها من اليمن «التعيس»، ولكن هذه كلها لا علاقة لها بمعايير تولي المواقع القيادية، في بلد تحكمه قيم المواطنة، وليس الأغلبية الصينية.
الدين هو أخلاق، وعلاقة مع الله وليس كوبونا سياسيا، والوطنية عمل منتج، وقيمة مضافة، وليست صراخا، وطبقة صوت عالية، والمناصب تسند حسب الكفاءة ولا تمنح كمكافأة.
حين كتبت عن ذلك البلد الذي مساحته 700 كيلو متر مربع وعدد سكانه 5.5 مليون بعدد سكان ليبيا التي تبلغ مساحتها 1.759.540 كيلومترا مربعا.. وأين ليبيا وأين سنغافورة وأين اليمن وأين العراق وسوريا ومصر والسعودية والإمارات، وأين سنغافورة؟!!.. بل أين العالم العربي من سنغافورة؟!!..
لماذا؟!!.. لأننا ضعنا حين أضعنا دستورنا القرآن وفشلنا في إقامة دستور وضعي.
والله من وراء القصد..

كلمة مباحة..
أهلا بخلافة دستورها القرآن.. وعمادها حقوق الإنسان..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/08/2018
1630