+ A
A -
تمضي بِنَا أيام من عشر مباركة من ذي الحجة لنصل ليوم عرفة خير يوم تطلع وتشرق فيه شمس، يوم يباهي الله سبحانه وتعالى ملائكته بعباده الذين أتوا من كل فج عميق.. ففيه لا فرق بين فقير وغني ولا فرق بين أبيض وأسود ولا فرق بين عربي وعجمي... فيه الناس سواسية.. بإحرام وبأداء مناسك..
الركن الخامس.. حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، دمعت عيوني شوقا وحبا ولهفة لرؤية بيت الله الحرام الذي حالت حروف السياسة وقراراتها، وأهواء بشر من أن تتحكم في زيارة المسلمين لبيته في عمرة أو حج!..
نتابع نقل الصلوات ووصول الحجيج.. معهم نتذكر ونشتاق طواف حول البيت، نشتاق سعيا بين الصفا والمروة.. نشتاق شربة زمزم، نشتاق للوقوف بعرفة بدعاء وذكر ومباهاة رب العباد بعباده..نشتاق وصولا لمزدلفة، وجمع الجمرات ورميها.
نحن في نعمة أن نكون بقرب ساعات ومسافات عن بيت الله الحرام، ومن مدينة نبيه صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة، لم نكن بحاجة لإصدار تأشيرة سفر وانتظار، لم نكن في حاجة لانتظار وترقب لموافقة زيارة بيته، لم نكن في حاجة لسنوات عمر لأن نجمع المال.. فنحن ولله الحمد في نعمة لنكون لمن استطاع إليه سبيلا.. بقدره واستطاعته.
لم نكن ممن يفرض على دولته سياسات وقوانين تمنع زيارة عمرة، وتمنع صلاة.. ورحلة سكينة تحتاجها القلوب التعبة بمجرد رؤية بيت الله الكعبة المشرفة.. لم ولم ولم نكن كل ذلك..
ولكن للأسف اختلطت الأوراق، واختلطت القرارات، واختلطت الأمور، وتداخلت العلاقات لتحرم وتمنع الكثير بدءا من صلة رحم ووقوفا عند أصعب قرار، صعوبة اتخاذ قرار ومجازفة لرحلة سفر عمرة أو حج في ظل غياب شفافية، وغياب ضمانات للحجاج، وضبابية تجعل القلوب تخشى والعقل يتردد.. ليكون قرار الاحتساب عند الله لمن كان سببا في منع سفر حجاج لمكة..
آخر جرة قلم: نحن في عشر مباركة في كل وقت وثانية لنكون مع الله اقرب، ونكون بحرص مضاعفة الأجر بقراءة قرآن واستغفار ودعاء.. وأفضل دعاء يوم عرفة: عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، فالله سبحانه وتعالى يرى عباده أينما كانوا.. ويعلم ما في نفوسهم وما تتمناه قلوبهم.. فيعطي الكريم ويجزل بالعطاء بنية رغبة بالحج.. ونية أن يكون من كثير من الشعوب الفقيرة التي تهفو قلوبهم وتدمع أعينهم شوقا لزيارة بيته ويمنعهم الفقر وتمنعهم القرارات وتمنعهم تحديد وأرقام.. وتداخل مصالح وسياسات.. ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل والله يهدي الأمور.. ويصلح الأحوال ويسخر الظروف والزمان والمكان لعباده لزيارة بيته الحرام.. اللهم نوينا حج بيتك الحرام فاكتبها لنا يا رب
بقلم : سلوى الملا
copy short url   نسخ
16/08/2018
2052