+ A
A -
لقد وجد نفسه أنه بحاجة إلى أحد يوقظه من نومه، من قيلولته المعتادة عند الساعة الثالثة عصراً للصلاة واستكمال مشاويره الكثيرة والعديدة، والتحضير لحفلته المسائية، مع أحبابه وأخوانه وخلانه، تتوسطهم كيكة المانجو والفراولة، مع أنواع العصير البارد المنعش، في هذا الجو الحار الرطب من السنة والناس إجازة، فلم يجد إلا صاحبه كاتب هذه السطور حتى يوقظه، وعندما فاوضته على قطعة من الكيك رفض! بحجة مشاغله الكثيرة وأولوياته الأكثر في الوقت الراهن! ووعدني في يوم آخر!.
صديقي هذا يعشق التميز، وخدمة أحبابه، وصغاره، يرسم على ثغور الآخرين الفرحة والسعادة، تحلو معه الصباحات والمساءات، والحوارات، والقفشات، والابتسامات، تحلو معه الأوقات والسهرات، يملأ الأوقات بهجة والفراغات فرحة، عيبه يدفن نفسه في مشاغل العمل، مشاغل الحياة، ويقوم بها على حساب وقته ووقت من يحب! يعشق العمل والتميز وأيام ولحظات العمل! من أجل العمل يضحي بأوقاته الحلوة مع أهله وناسه، فقط يوثق لحظاته الحلوة في صور يحتفظ بها في أرشيفه الخاص للعودة إليها لاحقاً للاستمتاع بها، لا يوازن بين أولوياته وبين اهتماماته! مشاغل الحياة والعمل سرقته! نسى معها حياته الخاصة وقلبه! منذ فترة قصيرة بدأ يزيح الغبار عن قلبه فاكتشف أنه يحب! يا للهول – على طريقة الممثل يوسف وهبي - إنه يحب! نعم، يحب إنساناً أدخل في قلبه السرور، وأيقظ مشاعره وفجر عواطفه للحب والحبور، ما أجمل الحب، جعله أكثر لطفاً، وهدوءاًوارتخاءاً وسعادة، واكتشف أخيراً أن الشعور بالحب أهم من انشغالاته الكثيرة التي لا تنتهي، بالحب شعر بالارتياح ومع معشوقته شعر بقيمة الأشياء، وأنه متميز وحاصل على جائزة التميز في كل شيء، عرف أخيراً أن الغرض من الحياة ليس التميز وكفى! ولكن التمتع بكل خطوة على طريق الحياة هو التميز، والعيش بحياة مفعمة بالحب هو التميز، وأن التوازن في الحياة هو التميز، وبه سننجز كل شيء في حينه، والخيرية نحو الآخرين هي التميز، والاهتمام الحقيقي بمن نحب قمة التميز.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/08/2018
1639