+ A
A -
تفتح كندا أبوابها للاجئين السوريين.. ويذهب إليهم رئيس وزرائها.. يطمئنهم ويقول لهم اهبطوا كندا آمنين.. أنتم اليوم جزء من النسيج الكندي.. لم ينظر إليهم شذراً.. ولا متكبراً.. زار المسجد وصلى مع المسلمين.. وقال لهم قيمكم راقية.. فماذا يقول الآن؟ هذا الرجل المتواضع الذي رأيناه في مترو الأنفاق ليلة فوزه، وعلى الرغم من أنه لم ينم على الإطلاق، نزل جاستن إلى مترو الأنفاق لإلقاء التحية على المارة، وشكر الناس الذين صوتوا له، والتقط معهم صور «سيلفي» بدلاً من الخلود إلى سريره والاستمتاع بانتصاره.
ماذا يقول هذا الرجل الكريم المعروف بنشاطاته الخيرية والعمل مع المنظمات الشبابية المختلفة، ويجمع الأموال لعلاج الأطفال، ويهتم كثيراً بالفقراء والمرضى، وقام بالعديد من الأعمال التطوعية.
ماذا يقول وهو يرى دولاً إسلامية تنتهك حقوق النساء والعلماء وهو الرجل المحب للسياسة كاره للقتال كانت أولى قراراته بعد فوزه سحب طائراته المشاركة في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقال في مؤتمر صحفي بالعاصمة أوتاوا في العشرين من أكتوبر 2015 أن قراره جاء وفاءً بوعود قدمها في حملته الانتخابية.
رجل يتمتع بصفات القيادة وورث عن والده رئيس وزراء كندا عام 1980.. صفة القيادة.
ماذا يقول وأطفال اليمن يقتلون بأياد عربية وبسلاح أميركي وهو رجل يؤمن بالأطفال: محب لعائلته، ولديه ثلاثة أطفال، يؤمن بالعائلة ووعد بمساعدة كل من لديه عائلة.
رجل يأخذ من الأغنياء لمساعدة الفقراء وفق منهج الإسلام ووعد في تخفيف العبء المالي في حال انتخابه، وبزيادة الضرائب على الأغنى 1 % من الشعب الكندي لتحسين أحوال الطبقة الوسطى.
وحين يطالب باحترام حقوق الإنسان.. فهو رجل يؤمن بحق الإنسان في حياة حرة كريمة وله حق التعبير.
لقد أخطأت السعودية في مواجهة هذا الرجل الذي جاء عبر صناديق الاقتراع وخلفه شعب متنوع الأعراق، لكنهم جميعاً على قلب رجل واحد يؤمن أن بناء الأوطان لا يكون بالذباب الإلكتروني..
عالمنا العربي يحتاج إلى جاستن بيير جيمس ترودو.. لعله ينظف قلوبنا قبل عقولنا.
كلمة مباحة
كل الإنكار والكذب مع سبق الإصرار والترصد لا يمكن أن تزيحه الحقائق الصادمة.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
08/08/2018
2886