+ A
A -
يرى إدوارد بورميلا أستاذ العلوم السياسية في جامعة برادلي الأميركية أنه «لا توجد وسيلة إعلامية موضوعية بالكامل، لكن بين القنوات الإخبارية فإن سي إن إن هي أكثر من يحاول أن يكون كذلك».
ويضيف «أن اليساريين يعتقدون أن سي إن إن باهتة وضعيفة، في حين أن المحافظين يعتبرونها واجهة للدعاية الشيوعية».
مناسبة هذا الحديث المواجهة التي تبدو وكأنها باتت مفتوحة بين إدارة دونالد ترامب وشبكة «سي إن إن»، وهي ليست وحدها بطبيعة الحال، إذ إن غضب الرئيس الأميركي ينصب عليها وعلى صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست أيضا.
هذه المواجهة ليست ما يعنينا، وإنما توصيف بورميلا لشبكة سي إن إن، التي تبدو غير مريحة لا لليمين ولا لليسار، ما يعني أن هذه المؤسسة الإعلامية الكبيرة ناجحة بجدارة، وهي تحاول قدر الإمكان أن تكون موضوعية.
الموضوعية سوف تُغضب الجميع في نهاية الأمر، وهي تجربة مرّت بها «الجزيرة» التي كسبت عداء الأنظمة العربية على مختلف مشاربها، لمجرد أنها حاولت توخي الموضوعية في سردها للوقائع.
لا توجد وسيلة إعلامية واحدة محايدة بنسبة «100 %»، لكن توجد العديد من الشبكات والصحف الموضوعية الرصينة التي يمكن الاعتماد على ما تقدمه، وشبكتا سي إن إن والجزيرة، هي من المؤسسات الإعلامية التي تتحلى بأكبر قدر من الموضوعية.
اندرسون كوبر، أحد صحفيي السي إن إن، علق على اللقاء الذي جمع ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما تبعه من تصريحات قائلا «يعتبر الأداء الأكثر عارا بالنسبة إلى رئيس أميركي على الساحة الدولية».
إلا أن الأستاذ في مجال الصحافة في جامعة كوينيبياك بول جاننش قال في هذا الإطار «أعتقد أن تعليقات صحفيي القناة، التي أميزها عن تعليقات الضيوف، خاطئة»، قبل أن يضيف «لو كنت مدير سي إن إن كنت طلبت من الصحفيين الالتزام بالوقائع».
تعليقات بورميلا وجاننش مهمة، وعندما نطبق مقاييسهما على وسائل الإعلام العربية سوف نصاب بصدمة قاسية.

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
02/08/2018
2005