+ A
A -
بينما تعمل جمعيات التعاون الأوروبية والآسيوية والأميركية على تقوية نفسها.. وتزيد من لحمتها وتوسع من خدماتها بما يريح المواطن ويرتقي بالأوطان..نجد عالمنا العربي على نقيض ذلك.. دول أعضاء في اتحاد خليجي تحاصر دولة عضوا.. دول عربية جارة تشن حربا على جارتها، وتتآمر على نظام الحكم فيها.. وتتخذ إجراءات لمصادرة أملاك دول أشقاء..
عالم عربي يلتقي في اللغة والدين والعادات والتقاليد.. تفترق به الأهواء ويضرب بكتابه القرآن.. وسنة نبيه محمد عرض الحائط.. وكل وطن يتآمر على جاره، فاذهب إلى المغرب العربي. وسجل التباعد بين دوله لا الجزائر تطيق المغرب.. ولا ليبيا في ود مع تونس.. ولا تونس في ود مع الجزائر.
واذهب إلى المشرق والوسط.. وهات تجربة واحدة توحد دولتين و(جامعة عربية) هذا اسمها لم تصنع لوحدة الأمة بنسبة واحد بالمائة مما فعله «الاسيان» في آسيا الذي يضم حوالي عشر دول لكل دولة لغتها ودينها.. ولا ما فعله «الاوروبي» لدوله الذي يضم 28 دولة دخلت في حربين عالميتين وجدت أن اتحادها هو القوة لها رغم اختلاف الأعراف واللغة والتقاليد ونظم الحكم، وقد تطلب توحيد بلدان القارة وقتا طويلا- ومازال، كما تطلب تنازلات كبرى من طرف العديد من البلدان القوية المكونة للاتحاد. لكن القوة التي نتجت عن إنشاء الاتحاد سمحت للأوروبيين بتبوؤ مكانة متقدمة في العالم الحالي الذي ذابت فيه الدولة الوطنية في إطار التكتلات الكبرى الاقتصادية والسياسية.
وإذا كانت بلدان أوروبا تتميز باختلاف كبير على المستوى الإثني واللغوي والديني والإيديولوجي والسياسي، ومع ذلك استطاعت تكوين وحدة شاملة، فيبدو من المستغرب أن لا تفكر الأمة الإسلامية في لم شملها خاصة وهي تتوافر على كل شروط التوحد التي تتمحور حول الدين الإسلامي الحنيف.. فأين العلة؟.. هل هي في عقلية من يحكمون العالم الإسلامي وضيق أفقهم، أم للجهل رغم شهادات الدكتوراه التي لم تغير من السلوك.
وما أتعس أمة تتآمر على بعضها من أجل قشور.. ومن يقف إلى جانب ترامب أولا!!

كلمة مباحة
بلاد العرب أوطاني من مؤامرة إلى مؤامرة ومفيش حل ثاني...
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
24/07/2018
1298