+ A
A -
هذه سطور أرسلها لي يوم أمس أخي وصديقي (بو أحمد) محمد إبراهيم المالكي التربوي المعروف مديري السابق، الذي له تأثير باق في نفسي منذ عرفته، صاحب لفتات ومرئيات وبصمات تصيب حبات القلوب، يطلب مني فيها نشرها لتصل إلى أكبر قدر من القراء، لتصلهم وتجبر خاطر المحزون، والمكلوم، وفاقد الأمل، من باب ضرب الأمثال وتخفيف الأحمال، فيها من النصائح والحكم والعبرة والاعتبار الشيء الكثير.
يقول أستاذنا القدير بأسلوبه الأثير: «سألت أختها الكبرى وهي ممددة على فراشها تراقب شجرة بالقرب من نافذتها، كم ورقة باقية على الشجرة؟ فأجابت الأخت بعين ملؤها الدمع، لماذا تسألين يا حبيبتي! أجابت الطفلة المريضة، لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع آخر ورقة! ردت الأخت الكبرى وهي تبتسم، إذاً حتى ذلك الحين سنستمتع بلحظاتنا ونعيش أوقاتاً جميلة، مرت الأيام وتساقطت الأوراق تباعاً، وبقيت ورقة واحدة! ظلت الطفلة المريضة ترقبها وتراقبها ظناً منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه هذه الورقة سينهي المرض حياتها، مرت الساعات والأيام والفصول والسنة ولم تسقط الورقة! والطفلة المريضة سعيدة مع أختها الكبيرة، وقد بدأت تستعيد عافيتها وصحتها من جديد، حتى شفيت تماماً، فكان أول ما فعلته، أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط! فوجدتها ورقة بلاستيكية، ثبتتها أختها الكبرى على الشجرة!، لتبعث في نفسها الأمل بدل الألم! وترقب النهايات الحزينة! بالأمل نهزم الألم، مع الأمل فجر جديد، وغد أفضل، بالأمل التحديات تولد القدرات، بالأمل تنبض القلوب من جديد، نعيش بالأمل ونصدأ بالملل، وكما قال مصطفى صادق الرافعي «الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل، وفي السنة «تفاءلوا بالخير تجدوه» ولولا أملنا بالله ورحمته وفضله ما صبرنا على منغصات الحياة، فكن مع الله يكن الله معك، وكل شيء يسخّر لك، إذا فقدت زوجتك حبيبتك رفيقة دربك، فقدت شيء ذا قيمة، وإذا فقدت مالك فقدت شيئاً عزيزاً، وإذا فقدت أبناءك فقدت شيئاً غالياً، ولكن إذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء، ازرع بداخلك الأمل والتفاؤل، وحب الحياة والناس، كن ايجابياً مع نفسك، ومع الآخرين، التشاؤم يولد الألم والأمراض والأسقام واليأس، والمعروف أنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، الأمل يمنحك الاسترخاء وهدوء الأعصاب، حزن القلب لا يذهبه إلا الأمل برحمة رب العالمين، مع الله كل عسير يسير، «الحمدلله» جالبة للأمل، «صبر جميل» والله مع الصابرين، أسعد نفسك، واغرس الورد في دربك، وستكون أكثر قوة وأكثر حظوة عن غيرك، وابتسم تبتسم لك الحياة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/07/2018
2557