+ A
A -
كان الحجاج بن يوسف الثقفي يسير بجانب نهر الفرات، في يوم شديد الحر والحرارة، فأراد أن يسبح في النهر، وعندما نزل الفرات جذبه الموج إلى الداخل - ولم يكن يحسن العوم والسباحة - وتعرض للغرق! وأخذ يستغيث لعل أحداً يسمعه فينقذه، من موت محقق، فسمعه شاب فقفز إلى النهر وأنقذه، وحمله إلى الشاطئ، سأل الحجاج الشاب بعد أن استفاق من صدمة الغرق! هل تعرفني؟ فقال الشاب نعم أنت الحجاج بن يوسف الثقفي، فقال الحجاج يمكنك أن تطلب مني ما تشاء، فقال الشاب أطلب منك أن لا تقول لأحد من الناس أني أنقذتك.. فقال لماذا؟ فقال الشاب حتى لا يشكوني إلى الله!!! وانطلق إلى حال سبيله!! بينما الحجاج الطاغية الظالم فاغر فاه!! الشاهد هناك صنف من المدراء والمديرات وقس على ذلك يفضحون أنفسهم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض! على الله أحكم الحاكمين! عاثوا في مناصبهم ظلماً، وألحقوا الضرر بمن يعملون معهم!! بالتفنيش، بقطع أرزاقهم، بتنفيرهم، بطردهم، بكيل التهم لهم، بالتشكيك في مستواهم أو ذممهم، ببخسهم حقوقهم!! بإزاحتهم من طريقهم لسبب أو لآخر!!! بتجميدهم، بتهميشهم، هؤلاء الظلمة ستواجههم مشكلة كبيرة لاحقاً، خاصة إذا وكل الضحايا والمتضررون أمرهم إلى الله!! لأن هناك حسابا يوم الحساب! وعذابا لمن يستحق العذاب! إن ربك لبالمرصاد! بما كسبت يداه! هناك بعض من المدراء والمديرات عاثوا في مواقعهم فساداً وظلماً وملفاتهم سيئة في مواقعهم! ومفتوحة عند أفراد المجتمع! وفي إداراتهم! وإذا ما ماتوا سيفتح ملفاتهم التاريخ! وشركائهم في الظلم! وستظل هذه الملفات مفتوحة طالما أن الحياة البشرية مستمرة إلى أن يقضي الله أمراً آخر!! ملفات الظلمة لن تكون مفتوحة في الدنيا فقط! ويتداولها ويتكلم عنها أهل الدنيا فقط! وإنما ستكون مفتوحة يوم القيامة وكما هو معلوم الظلم ظلمات يوم القيامة وسيأتي المظلوم ليأخذ حقه ومظلمته من الظالم وقد ينتهي الظالم بكتاب كله سيئات وبمصير أسود! سيئ يندم عليه صاحبه يوم لا ينفع الندم! فلماذا يا أيها الإنسان الضعيف تمارس الظلم على غيرك في الدنيا وتظلم نفسك في القبر وفي الآخرة!! ألا تعلم أن فضيحتك ستكون فضيحتين في الدنيا بين خلقه! وفضيحة يوم القيامة حين تشهد عليك جوارحك وعصابتك وبطانتك السوء! كل الترتيبات الظالمة التي كنت تفعلها في الخفاء لاستنزاف المال العام وخيانة الأمانة سواء مع ذاتك أو مع شياطين الأنس غيرك كلها ستنكشف وتنقلب عليك يوم القيامة كلها ستعرّيك وتفضحك!! محاولات التغطية على أفعالك في الدنيا لن تنفعك في الآخرة! وتخلصك من بعض الموظفين لشيء في نفسك الأمارة بالسوء وغرورك! لن ينقذك من مصيرك! لأن الله بالمرصاد، يرصد ظلم الظلمة ويجعلهم يحصدون ثمرة ظلمهم في الدنيا في أنفسهم قبل الآخرة! فهل من متعظ؟ الظالم سيسقط لا محالة وسينقلب عليه كل من كان في صفه يسانده في ظلمه! وإن كنت تطلب الرحمة حينها فأنت لا تستحقها لأنك لم تؤسس لها! وليس من السهل أن تجتمع الرحمة مع الظلم، وتذكر دائماً أن الله يمهل ولا يهمل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
21/07/2018
1778