+ A
A -
لو كان هيرتزل على قيد الحياة، لما صدق أن كذبة اهتدى إليها وهو يبحث عن مبرر يقنع العالم أن فلسطين هي أرض اليهود، ليحصل على دعم أوروبي بتكليفه في إقامة الوطن الدخيل في العالم الإسلامي، الذي قررت اتفاقية 1907 إنشاءه ومن مهمته تفتيت العالم العربي.. فبعد أن شعر تيودور هيرتزل بالإحباط بسبب عدم حماس أغنياء اليهود بالمساعدة في تمويل مشروعه بالعمل على إقامة وطن قومي لليهود ويكون إما في فلسطين أو الأرجنتين، أو أوغندا. عقد المؤتمر الأول للصهاينة، وكان هذا المؤتمر يضم كل الجاليات اليهودية، بهدف العمل على تنفيذ هذا المشروع وقد كان الأساس في إنشاء ما يعرف ببرنامج بازل. لم يقتنع اليهود بأن الارجنتين أو أوغندا وطن قومي لهم فاهتدى هيرتزل إلى كذبته أن فلسطين هي الأرض المقدسة وإليها سوف يعود المسيح وهو ما يؤمن به المسيح البروتستانت أو المتصهينون المسيحيون الذين يشعرون بالذنب وأنهم بدعم اليهود تتم تبرئتهم من خطاياهم.
فنجح تيودور هرتزل في الترويج لفكرة استعمار فلسطين وإقامة وطن لليهود هناك. وتبلور ذلك النجاح في عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا عام 1897 وكان من أهم نتائجه إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على أن «هدف الصهيوني هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام». وتخظى الفكرة بدعم الصهاينة.
أمس تحقق حلم هيرتزل الكذبة.. وما كان ليتحقق لو أن الحاكم في العواصم العربية الكبرى قال لا.. لكن!!
وحدهم القابضون على الجمر في فلسطين قالوا لا وقد أقدم النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي على تمزيق نص قانون القومية، احتجاجا على تبني الكنيست هذا القانون بالقراءات النهائية وبتأييد 62 من أعضائه الليلة الماضية. وقانون عنصري يسقط حق الفلسطيني في أرضه..
فهل تثور شعوب العرب من جديد لإسقاط كل من يصمت أو يسكت على هذا القانون العنصري؟.. هل نلغي اتفاقيات السلام هل نسحب السفراء.. وذلك أضعف الإيمان؟
كلمة مباحة
خائن لربه ولكتابه ولدينه وعقيدته وأمته ووطنه وشعبه من لا يقاوم كذبة هيرتزل..
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/07/2018
1789