+ A
A -
العنصرية القحة سمة لازمة للكيان الصهيوني، عنصرية فاحت رائحتها الكريهة لتزكم أنوف العالم الذي ما فتئ يدير ظهره لممارسات الكيان الصهيوني، ما شجع تل أبيب على التصعيد المستمر لتلك الانتهاكات، عبر ممارسات وتشريعات عنصرية، شكلت تحديا صارخا للقوانين والقيم الإنسانية، وتمردا هائلا على الشرعية الدولية، ولعل أكثر هذه التشريعات صلفا وعنصرية مصادقة «الكنيست» الإسرائيلي، أمس، على قانون «أساس القومية» الذي زعم أن «إسرائيل الوطن القومي لليهود» وأن «حق تقرير المصير يقتصر على اليهود، والمواطنة المباشرة هي لليهود فقط»، و«القدس الموحدة عاصمة إسرائيل»، و«اللغة العبرية لغة الدولة الرسمية».
هذا القانون العنصري يشرع الاستيطان والعنصرية ويشجع عليهما، ويكرس لتهويد القدس المحتلة، ويسعى للقضاء على الوجود العربي في فلسطين المحتلة عام 1948، وهو أمر يجب أن يصحو له ضمير الأمة العربية والإسلامية، إن كان لها ثمة ضمير، فرياح العنصرية الإسرائيلية الحالية تجتاح كل فلسطين، وتدمر بعاصفتها العنصرية الهوجاء كل غصن أخضر رفع ليحمل حمائم السلام.
الانشغال العربي بأزمات مفتعلة، بمثل تآمر دول الحصار على قطر، وقمع مصر لكل رأي مخالف، وتذكية السعودية والإمارات لفتيل الحرب في اليمن وليبيا، ومحاولتهما تفتيت المنطقة العربية من خلال تصرفات خرقاء، أدى بشكل مباشر إلى تزايد التغلغل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وسهل على الاحتلال اغتيال الأطفال والشباب وحشر كل مقاوم لانتهاكاته في سجونه القميئة.
افتعال الأزمات من العدم في المنطقة العربية من قبل السعودية والإمارات، لا يمكن أن نتعامل معه بمعزل عن المخططات الصهيونية لتهويد القدس وكامل الأراضي المحتلة وتصفية القضية الفلسطينية وتجفيف الوجود العربي بفلسطين الأبية، لذا فعلى الدول الحادبة على مصلحة فلسطين والعروبة– حقا- أن تتحد لتواجه هذه المخططات الشريرة ولتنصر القضية الفلسطينية وتستعيد لشعبها حقوقه السليبة.
copy short url   نسخ
20/07/2018
711