+ A
A -
قالها رئيس وزراء إسرائيل الأسبق «إسحق رابين»: «أتمنى أن أفيق من النوم فأرى غزة غارقة في البحر»، ونفذها -مع التعديل- خلفه «أرئيل شارون» فأعلن من جانبٍ أحادي، انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع المنكوب، متخلياً عن واجب سلطاته تجاه المدنيين في وقت الإحتلال،وفق قوانين جنيف، وأبقاه رهناً للحصار والتجويع، وحروب القبائل، إضافة إلى قصفه بين حينٍ وحين، وتدمير بناه التحتية إضافة إلى محاولة تدمير روح أبنائه النضالية والقتالية، والتمسك بحقهم في الحياة، الحياة فقط، بعيداً عن رفاهياتها، ومتطلبات التطور والحداثة فيها..
وفي تقريرٍ أخير عن القطاع المحاصر المنكوب أن مياه الصرف الصحي التي تتدفق في بحره، قد لوثته، وجعلته غير آمنٍ للاستحمام في مياهه، بعد أن كانت هذه المياه ملاذا استجمامياً، وترويحياً بالغ النظافة والأمن للعامة من سكانه،ولمن يطلبون الفسحة والترويح من الغرباء عنه.
هذا عن حالة الترويح في مياه بحر غزة، أما عما يحتويه هذا البحر من أسماك، فحدث ولا حرج، فهي إما نافقة، ولكم مثلاً «سمك الوطواط» الذي شوهد بكمياتٍ كبيرةٍ على شواطئ القطاع أخيراً، إضافةً إلى ما لا يزال يستقر في عباب هذا البحر الذي كان بمثابة مدرسةٍ لجيلي والأجيال السابقة، في تعلم السباحة والتجديف وركوب أمواجه الهادرة، ومقارعة تياراته.
هذه هي الحالة في قطاع غزة، أو ما يختصر بكلمة غزة، كبرى مدن القطاع، ورمانة الميزان فيه، ومركز الإدارة المدنية الممثلة بحركة حماس والتي تفردت بالسلطة بعد قتالٍ أهليٍّ مع السلطة الوطنية ممثلةً بفتح أكبر فصائلها قبيل أحد عشر عاماً..
وكأنما لم يكفٍ مواطنو القطاع الضيق الذي اقترب عدد سكانه من المليونين ما يعانونه من هموم تآكل فرص العمل، وفقر الإمكانيات، وإمساك يد السلطة الوطنية عن إمدادهم بحاجاتهم الأساسية، لم يكفهم ذلك، بل إنهم معرّضون بين حينٍ وحينٍ لقصفٍ إسرائيليٍّ يصمّ العالم آذانه عن سمعه، وسط انشغاله بتبعات إعلان القدس عاصمةً موحدةً للكيان الصهيوني، ومحاولة حكومة العدوّ الضغط على واشنطن لإعلان مرتفعات الجولان أرضاً إسرائيلية، وثالثة الأثافي محاولة برلمان العدو «الكنيست» إعلان يهودية الدولة، وحظر سكانها على من يحملون الهوية اليهودية.. وغيره، وغيره..
ويبقى المواطن الغزاوي من بقايا الرجال الشرفاء الذين يحملون همَّ الدفاع عن الحقِّ الفلسطيني، من أصل جذوره الأولى في مؤتمر هيرتزل العام1897، يحمل هذا الهم وهو أعزل، محاصر، يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، بفعل الأعداء والأعدقاء..سيان!!
غزة يا سادة ليست حماس، ومشكلات حماس وخلافاتها مع فتح..
غزة هي حصاد شعبٍ حوصر، وجُوِّع.. وهو يتعرض للقتل، بالإهمال، والقصف المستمرَّيْن.
بقلم : حسن شكري فلفل
copy short url   نسخ
20/07/2018
2333