+ A
A -
ليتنا نعيد المقدمة لمناهجنا..ليتنا نأخذ من نهج ابن خلدون أسلوبا لبناء الوطن والإنسان.
خرجنا من تعليمنا الثانوي والجامعي بمعلومات بسيطة عن مقدمة ابن خلدون والتي لو طبقنا جزءا منها لما أصابنا ما أصابنا..ولما وصلت دول إلى حافة الانهيار.
ابن خلدون الاندلسي المولود في تونس والمتخرج من جامعة الزيتونة، مدرس علم الاجتماع في فاس المغربية..القاضي المالكي في مصر والمتوفى في القاهرة ترك لنا مقدمة لو ان المسلمين عملوا بها ما كانت مصر وصلت إلى حافة الافلاس ولا اضطرت الأردن إلى فرض ضريبة اسقطت الحكومة قبل ان تقر..ولما اضطرت دول إلى فرض جباية قد تكون فيها نهايتها.
ابن خلدون وضع في مقدمته أسسا لحماية الاوطان فهو يقول في مقدمته الشهيرة التي وضعها في القرن الرابع عشر الميلادي:
عندما تكثر الجبايـة تشرف الدولة على النهاية، وعندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون.. والكتبة والقوّالون.. والمغنون النشاز والشعراء النظّامون.. والمتصعلكون وضاربو المندل.. وقارع الطبول والمتفيهقون أدعياء المعرفة.. وقارئو الكفّ والطالع والنازل.. والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون.. تتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط.. يضيع التقدير ويسوء التدبير.. وتختلط المعاني والكلام.. ويختلط الصدق بالكذب والجهاد بالقتل..
عندما تنهار الدول يسود الرعب ويلوذ الناس بالطوائف.. وتظهر العجائب وتعم الإشاعة.. ويتحول الصديق إلى عدو والعدو إلى صديق.. ويعلو صوت الباطل.. ويخفق صوت الحق.. وتظهر على السطح وجوه مريبة.. وتختفي وجوه مؤنسة.. وتشح الأحلام ويموت الأمل.. وتزداد غربة العاقل وتضيع ملامح الوجوه.. ويصبح الانتماء إلى القبيلة أشد التصاقا.. والى الأوطان ضربا من ضروب الهذيان..
يضيع صوت الحكماء في ضجيج الخطباء.. والمزايدات على الانتماء.. ومفهوم القومية والوطنية والعقيدة وأصول الدين.. ويتقاذف أهل البيت الواحد التهم بالعمالة والخيانة.. وتسري الشائعات عن هروب كبير.. وتحاك الدسائس والمؤامرات.. وتكثر النصائح من القاصي والداني.. وتطرح المبادرات من القريب والبعيد.. ويتدبر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته.. ويصبح الكل في حالة تأهب وانتظار.. ويتحول الوضع إلى مشروعات مهاجرين.. ويتحول الوطن إلى محطة سفر.. والمراتع التي نعيش فيها إلى حقائب.. والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات.)
كلمة مباحة
هذا حال كثير من دولنا..دول ماتت ودول تحتضر..وأخرى تكابر وتنتظر
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
19/07/2018
1805