+ A
A -
تتجه أنظار العالم إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي التي تحتضن قمة تاريخية بين الرئيس الأميركي ترامب والروسي بوتين، وهي القمة التي مازالت غامضة في جدول أعمالها وملفاتها وبالتالي نتائجها التي ربما بعضها اتفاقات لن يعلن عن تفاصيلها، وفي غضون شهور قلائل خطف ترامب عدسات الكاميرات مرتين، أولاهما خلال قمته في سنغافورة مع الزعيم الكوري الشمالي، والثانية قمته المرتقبة مع بوتين التي سبقها غزل متبادل بين الرئيسين، مما يدلل على أن العلاقات الأميركية - الروسية ينتظرها مستقبل مختلف تماما عن كل ماضيها، بشرط توقف التحقيقات الأميركية في القرصنة الروسية للانتخابات الأميركية، وأيضا بشرط آخر، ألا تصل الحرب التجارية الأميركية - الصينية إلى حد صدام بسبب الصراع السيادي على جزر في بحر الصين.
غير أن اللافت حتى كتابة هذه السطور أن وزيري الخارجية الأميركي والروسي لم يلتقيا بعد للإعداد لهذه القمة، ما يعني أنه قد تم استخدام قنوات أخرى لتحديد موضوعات وملفات هذه القمة.
القاسم المشترك بين بلاد القياصرة وبلاد العم سام أن كليهما يخوضان حاليا مهمة صعبة، حيث يسعى كل منهما إلى تجديد قوته، ومثل هذه المهمة لا تقتضي تصعيدا واستفزازات متبادلة، بل ربما تكون مساحات الاتفاق بينهما أكثر بكثير من مناطق الاختلاف، وربما اتضح ذلك مسبقا في سوريا، التي أزف وقت نجاتها من حرب أهلية مدمرة، ومن ثمة سيكون السؤال الذي لن تتضح له إجابة فورية: ما هي نقاط الاتفاق بين العملاقين، وما هي أيضا نقاط الاختلاف؟ وهل سينضم الروس إلى مؤيدي صفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وما مصير هذه الصفقة إن عزف الروس عن تأييدها؟ وهل أجَّل ترامب الإعلان عن تفاصيل هذه الصفقة إلى ما بعد قمة هلسنكي؟
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
16/07/2018
1569