+ A
A -
لم تكن ليلى ابنة فلسطين تعلم وهي تقلب صفحات الفيس بوك، أن فارس أحلامها يختبئ خلف بوست حنون أرسله هارب من ظلم الاسد.. ويقيم في دولة خليجية تحلم البنت في زيارتها أو الاقامة فيها لتتخلص من عناء محتل لم يجد حارة يقلقها ليلا بفرقعات وقنابل غاز مسيل سوى حارتها المجاورة لميدان التشابك.. وتتواصل البوستات..كان صادقا معها وكانت تبادله الصدق لتجد نفسها على متن الخطوط الجوية في طريقها إلى حيث يقيم المحبوب..الذي كان ينتظرها في المطار مع اهله..كانت العروس جميلة وعريس خلف الحدود جميل ايضا.. فتاة في العشرين وشاب في الثلاثين وبينهم عادات وتقاليد تكاد تكون متشابهة..وقد تنجح هذه الزيجة.. رغم عدم وجود اهل العروس لمشاركتها فرحة العمر..
هذه حكاية وحكاية اخرى لكن ليست ناجحة..فبعد «شات» دام ثلاث سنوات قرر الشاب مجدي قطع الربع الخالي والمتوسط والمحيط الاطلسي ليهبط على شواطئ المحيط الهادئ في الأرجنتين.. فالعروس أرسلت الدعوة والتذكرة وخرجت أمه خلفه تولول وجدته تنوح والكل يقول له يا بني سوف تضيع.. وصل إلى بيونس ايرس..وكان في استقباله سائق انيق بسيارة رولزرويس ليصطحبه إلى قصر..يجد على بوابته فتاة جميلة..ظن انها من كانت تسهر الليل على الهاتف تنثر امامه الورود والدولارات لتصعد به إلى الطابق ليرى وجه ملاك لفتاة تجلس على طاولة السفرة التي امتلأت بما لذ وطاب..فاقترب منها قبل يدها وجبينها، وجلس إلى يمينها..وكانت صدمته حين أنهت وجبتها فاقتربت منها خادمتها لتجر الكرسي المتحرك الذي لم يلاحظه وتصحبها إلى الحمام..قالت له انا سكارلت هل أعجبتك..بلع لسانه وأغمي عليه، وأفاق في المستشفى يطلب سفارة بلاده ليعود اعزب مصدوما..ويغلق كل أجهزة التواصل ويكلف امه البحث عن عروس.
كلمة مباحة
مو حزن لكن حزين مثل وطن ينباع في صفقة خيانة في زمن الخائنين.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/07/2018
1273