+ A
A -
حسب التصريحات الصادرة من بكين، فإن الصين والولايات المتحدة مقبلتان على «أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي».
العبارة الصينية جاءت بعد تطبيق بكين لرسوم جمركية على بعض السلع الأميركية ردا على رسوم فرضتها الولايات المتحدة على واردات سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار.
وما دامت الصين والولايات المتحدة الأميركية، مقبلتين على «أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي»، فالعالم إذن مقبل على هذه الحرب الضروس، إذ إن الرئيس الأميركي الذي لا أحد بإمكانه أن يتوقع تصرفاته وقراراته، بتطبيقه الرسوم الجمركية، إنما «يطلق النار على العالم»، حسب التصريحات الصينية.
لقد وصف المفكر الفرنسي روجيه جارودي الولايات المتحدة الأميركية بأنها شركة للإنتاج يجمعها بصفة أساسية هدف واحد؛ الربح والمال، وتقديري أن وجود دونالد ترامب في البيت الأبيض إنما يجسد ذلك الوصف تجسيدا دقيقا،
السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة.. هكذا يقولون.. وهكذا تؤكد الحوادث والنزاعات.. فما من تقارب سياسي، إلا ويقف وراءه توافق اقتصادي، أو على الأقل مصالح ومنافع اقتصادية، والعكس أيضا صحيح.
فإن «الحرب الاقتصادية الكبرى»، قد تستحيل إلى نزاع سياسي ضخم– ليس بالضرورة أن يتخذ مظهرا عسكريا أو حربيا–.
بعيدا عن التداعيات السياسية التي ستنتج عن هذه القرارات، أو بالأحرى هذه الحرب الاقتصادية الكبرى، فاللافت أننا في العالم العربي، لم نسأل عن موقعنا وموقفنا- نحن العرب- من تلك الأزمة المرجح والمرشح تزايد وتفاقم تأثرها. وهل الأوامر الترامبية التي انصاع لها أعضاء كبار بمنظمة أوبك قابلة للتكرار في أي نزاع أو حرب اقتصادية كبرى كالتي بدأت تدور رحاها المرعبة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين؟.
عندما انتخب الشعب الأميركي المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيسا، كتبت في هذه المساحة: «أننا أمام فرصة ذهبية لاختبار إرادتنا، وإمكانية فطامنا عن الصدر الأميركي.. بكلام آخر، إنها اللحظة المناسبة لنجرب أن نكون «فعلا»، لا «مفعولا به» دائما، أو «مفعولا لأجله» في أفضل الأحوال.
ولم يكن ما سبق، يعني أن نتجه إلى صدام مع الولايات المتحدة. في كل الأحوال، لابد من تجربة المبادرة والفعل، تلك التي جربتها الشعوب– لا الأنظمة– العربية، في الربيع العربي المفترى عليه، فما كان إلا أن اضطر البيت الأبيض إلى السير في ركابها، والانصياع إلى مطالبها، حتى وإن بشكل مؤقت.
بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
08/07/2018
1776